كابول- بزنس ريبورت الإخباري|| تدفع التطورات السياسية المتلاحقة إلى استمرار حالة الذعر في الأسواق الأفغانية، عقب دخول حركة طالبان العاصمة كابول وسيطرتها على مقر الحكم.
كما سادت حالة قلق لدى المواطن والتجار في ظل غياب العملة الصعبة تماما عن الأسواق الأفغانية، مما ينذر بحدوث قفزات في الأسعار خاصة المستوردة من الخارج.
وحتى يوم أمس الاثنين، أغلقت معظم المتاجر أبوابها خوفاً من عمليات النهب، كما ارتفع سعر صرف الدولار مقابل العملة الأفغانية، كما ارتفعت أسعار السلع الرئيسية وسط حالة ذعر بين المستهلكين.
الأسواق الأفغانية
وانتقلت حالة الهلع إلى القطاع المالي والمصرفي وأسواق الصرف الاجنبي، خاصة بعد أن أكدت
تسريبات إعلامية أن مسؤولين سابقين في الحكومة الأفغانية حاولوا تهريب العملة الصعبة
التي بحوزتهم خارج أفغانستان.
كما أن الكثير من كبار المسؤولين في وزارة المالية والبنك المركزي غادروا البلاد قبل أيام من
دخول طالبان إلى كابول، لذا هناك خشية من وقوع عملية تهريب أموال ممنهجة من قبل هؤلاء.
ورغم طمأنة رابطة البنوك المواطن الأفغاني وأصحاب الأموال على المدخرات المودعة في
البنوك وأنه لن يحدث شيء لأموالهم من مصادرة وتجميد وغيرها، إلا أن المودعين ينتابهم قلق كبير حيال مستقبل أموالهم.
ورغم أن رسالة الطمأنة التي جاءت في تصريحات حركة طالبان، لكن مخاوف المواطنين لم تنته
وظلت العديد من المتاجر مغلقة.
كما أن الصرافين غير موجودين في الشوارع الرئيسية بالعاصمة كما هو المعتاد، ويعيش التجار
في كابول وسط حالة من الترقب.
غياب العملات
وقال صرافون، إن الدولار والعملة الأفغانية والنقد الأجنبي تغيب من الأسواق الأفغانية تماماً،
إذ لا يوجد في السوق من يغير الدولارات التي يحتفظ بها المواطنون إلى العملة.
ولا يوجد في كابول سوق صرف رسمياً، وعادة يوجد بالعاصمة في كل دوار وشارع رئيسي
الصرافين يحولون الدولار إلى العملة الأفغانية والعكس، كما أن المحلات التجارية الرئيسية تغير
العملة أيضاً، لكن هذا الأمر غائب منذ يومين.
ويبدو أن أسباب عدم اليقين بشأن الوضع الأمني وأعمال النهب وفقدان العملة أثرت على السوق الأفغاني بشكل كبير، وستكون لها تداعيات على سعر صرف الدولار.
وقفزت أسعار السلع والاحتياجات الأولية التي واصلت ارتفاعها قبل أسابيع من سقوط كابول، ومنذ أن سيطرت طالبان على معظم المعابر التجارية مع دول الجوار، حيث أغلقت بعض الدول حدودها مع أفغانستان وتوقفت الحركة التجارية عليها.
توفر المواد الغذائية
ويقول مواطنون إن المواد الغذائية والاحتياجات الأولية متوافرة في كابول بكثرة، رغم توقف الحركة التجارية على المعابر إلى حد ما.
ويقول التاجر محمد نبي، إن الاحتياجات الأولية “موجودة في الأسواق مع ارتفاع أسعارها، وغاية ما نحتاج له هو العمل لتهدئة الأوضاع كي يفتح التجار محالهم”.
ولفت إلى أن بعض المواد الغذائية شهدت نقصاً جزئياً مثل الفواكه التي تستورد من دول الجوار، والأدوية التي تعتمد أفغانستان على استيرادها كلياً من الخارج، ومثل بطاقات شحن الهواتف، حيث لا توجد في السوق حالياً تلك البطاقات.
على صعيد قيمة العملة الأفغانية فقد بدأت تتدهور مقابل الدولار بمعدل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ وصلت قيمة الدولار مقابل العملة الأفغانية إلى 96 “أفغانياً” (اسم العملة المحلية) يوم السبت.
بينما كانت قيمة دولار قبل يومين 79 “أفغانياً”، ما أثر كثيراً على الأسعار تحديداً على الاحتياجات الأولية.