صنعاء- بزنس ريبورت الإخباري|| تنتشر في اليمن مشاريع البنية التحتية الكثيفة التي تتركز في إعادة ترميم طرق وشوارع داخل المدن الرئيسية، والتي تستهلك تمويلات ضخمة خلال سنوات الحرب الماضية.
وتثير مشاريع البنية التحتية عدة تساؤلات بالنظر إلى عدم جدواها الاقتصادية والتنموية، حيث يتم رصف بعض الشوارع أكثر من مرة في العام الواحد، التي توجد فيها اختلالات خلال الأمطار وسيول تجرف معها ملايين الدولارات المهدرة في مشاريع ينخرها الفساد.
ويؤكد الخبير في مشاريع الطرق، المهندس زاهر السلامي، أن معظم التمويلات الدولية والصناديق المالية اتجهت منذ بداية الحرب لتخصيص تمويلاتها في مشاريع الطرق خصوصاً داخل المدن.
مشاريع البنية التحتية
وتعمل مكاتب استشارية، كما يؤكد السلامي، على تحديد وتخصيص وتفصيل هذه المشاريع
والقيام بالإجراءات الفنية والاستشارية التي تطلبها وتحديد المؤسسات المنفذة بالتنسيق
الكامل المشترك مع بعض الجهات العامة.
ويبلغ إجمالي طول شبكة الطرق البرية في اليمن بحسب الإحصائيات الرسمية نحو 50 ألف
كيلومتر منها 16 ألف كيلومتر طرق معبدة “إسفلتية”، و36 ألف كيلومتر عبارة عن طرق ترابية
“حصوية” وعرة، أوضاعها ما بين سيئة إلى ضعيفة نظراً لما تعانيه من ترد في التصاميم
الهندسية وقلة وضعف الصيانة.
وضيقت الحرب في اليمن الخناق على المواطنين والمناطق والمدن اليمنية التي تسببت في
تجزئتها وتقطيعها مع تغير خطوط السير الرئيسية واستحداث طرق بديلة وعرة وجبلية شاقة.
أزمة الطرق
وتسببت أزمة الطرق في ارتفاع تكاليف المواصلات والنقل التجاري والتي تزيد في مثل هذه
الأيام أكثر من 200% عن الأيام العادية، وذلك في خطوط السير الرئيسية كتلك التي تصل بين صنعاء وعدن.
وتكلف الرحلة على هذا الخط للمسافر الواحد نحو 17 ألف ريال (الدولار = نحو 600 ريال في
صنعاء) في طرق مستحدثة وعرة وصعبة تجعل الرحلة تمتد إلى أكثر من 12 ساعة متواصلة.
وتشمل تأثيرات تدهور الطرق بين المدن والمناطق اليمنية تفاقما مع خطوط نقل البضائع عبر
الخطوط الرئيسية مثل خط العبر الممتد من الوديعة المنفذ الحدودي مع السعودية من الجهة
الجنوبية الشرقية إلى مختلف المدن الرئيسية والذي يمر عبر أربع محافظات للوصول إلى صنعاء
شمال اليمن أو عدن جنوباً مروراً بمحافظات تشهد توترات ومعارك عسكرية مثل مأرب والجوف.
ويشكو تجار ومسافرون على الطرق الداخلية الوعرة الرابطة بين المدن والمناطق اليمنية وكذا
بين منافذ الاستيراد والتنقل عبر المدن، من التجاهل المتعمد الذي يظهره أطراف الصراع في اليمن.
وتعتبر هذه الطرق التي كثير منها مدمرة ومهمله ومجزأة، شبكة رئيسية للإمدادات الغذائية والدوائية ونقل المسافرين.
