بيروت- بزنس ريبورت الإخباري|| عجزت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، لليوم الثاني على التوالي، عن الدخول إلى مقر شركة “بروسيك” لتحويل الأموال في بعبدا، وذلك بعدما رفضت الشركة تسليمها البيانات (الداتا) الأربعاء الماضي.
من يتابع مجريات محاولة النيابة العامة اقتحام مقر شركة “بروسيك” عبثاً يستخلص جرأة
القضاء المستجدة للغوص في ملف حسّاس متعلق بتهريب مليارات الدولارات إلى الخارج.
في مقابل عجز المسؤولين عن تأمين التغطية السياسية والمؤازرة الأمنية اللازمة لمواكبة
حركة القضاء لكشف ملابسات التحويلات وهوية أصحابها ومصير تلك الأموال وتحديد كمياتها.
شركة بروسيك
وحاولت المدعية العامة في جبل لبنان، القاضية غادة عون، اقتحام مقر شركة “بروسيك”
لتحويل الأموال في بعبدا، بعد رفض الشركة تسليم المعلومات المطلوبة لمندوبي النيابة
العامة، وذلك بعد اقتحامها مقر “شركة مكتّف لشحن الأموال” في الآونة الأخيرة.
وقبل أن يطلب النائب العام لدى محكمة التمييز، غسّان عويدات، في 19 إبريل/نيسان المنصرم،
من النائب العام المالي علي إبراهيم، إجراء التعقبات بشأن وجود شبهة حول مخالفة “شركة
مكتّف” الأحكام التي ترعى عمل القطاع.
“صندوق أسود”
تحرّك القاضية عون أتى من منطلق اعتبارها الشركة بمثابة “الصندوق الأسود” لعمليات نقل
الأموال، في حين تقول الشركة إنها تنقل الأموال داخل لبنان ولا تحوّل الأموال إلى الخارج.
يضاف الى ذلك نفي الشركة توافر البيانات المطلوبة لديها. لكن النيابة العامة أكدت من أمام
مقر “بروسيك” أن التحقيق أفضى إلى أن “بروسيك” تنقل أموالاً مع “مكتّف”.
وأشارت إلى أن “البيانات فيها معلومات غنية جداً”، مع تأكيد أن “التحقيق سرّي” وهو “مليء
بالأرقام والأسماء والتواريخ”، و”الداتا (البيانات) غنية أكثر مما تتصورونه.
وشدد على أنه “سيتم الذهاب إلى كل اسم أو مؤسسة مشمولة بهذه الداتا” و”ما في خط أحمر على أحد”.
ومع أن مندوبي النيابة العامة نفّذوا مهمة مشابهة في شركة “سكاب” إلا أن الادعاء فشل
في الدخول إلى مبنى “بروسيك”.
وانتهى الأمراء بتنظيم القاضية عون محضراً بكل الوقائع “بالجرم المشهود”، وغادرت مقر
الشركة من دون التمكن من الدخول إلى مكاتبها.
وقالت إن أحداً لم يتحرك لمؤازرتها، ووضعت القضية أمام المعنيين والرأي العام، مشيرة إلى أن
الأمور واضحة، وأن المشاهدين تابعوا ما حصل و”الحكم عندهم”، وصرخت قائلة “تكفي هذه
التصرفات العشوائية بحق القانون، تعملون وكأنكم خارج الدولة”.
وتفيد بيانات الموقع الإلكتروني بأن الشركة التي توظف 1200 حارس تتمتع بنفوذ قوي يمنحها
قوة ضاغطة داخلياً وخارجياً.
