توقع البنك الدولي أن يشهد اقتصاد الإمارات نمواً ملحوظاً خلال العام الجاري بنسبة 4%، مقارنة بتقديراته لنمو بنسبة 3% في العام الماضي.
ويأتي هذا ضمن تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الذي صدر الخميس، حيث أشار إلى أن النمو الاقتصادي في الإمارات قد يصل إلى 4.1% بحلول العام المقبل، مما يعكس قوة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
تأتي هذه التوقعات الإيجابية رغم الضغوط الاقتصادية الناجمة عن التوترات الجيوسياسية في المنطقة، واستمرار سياسة تخفيض إنتاج النفط الطوعي. وعلى الرغم من هذه التحديات، تتوقع دولة الإمارات نمواً مستداماً مدعوماً بقطاعات غير نفطية وأسواق عمل قوية.
في سياق أوسع، أشار التقرير إلى تراجع توقعات النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.4% خلال العام الحالي، وهو انخفاض بمقدار 0.8 نقطة مئوية عن التقديرات السابقة في يونيو 2024.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بلدان مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الإمارات، تظل نقطة مضيئة في المشهد الاقتصادي الإقليمي، حيث يُتوقع أن تحقق نمواً نسبته 3.3% في العام الجاري، مدعومة بالأنشطة الاقتصادية غير النفطية وانتعاش التدفقات الرأسمالية.
من بين دول الخليج الأخرى، تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد السعودي سيحقق نمواً بنسبة 3.4% هذا العام، مع احتمالية تصاعده إلى 5.4% في 2026، بينما يُتوقع أن يبلغ النمو في الكويت 1.7% في 2024 ويزداد إلى 2.1% في 2026.
أما في قطر، فتشير التقديرات إلى نمو بنسبة 2.7% هذا العام وارتفاعه إلى 5.5% في 2026، فيما يُتوقع أن يشهد الاقتصاد البحريني نمواً ثابتاً عند 3.3% بين عامي 2025 و2026.
على الصعيد العالمي، يظل الاقتصاد الخليجي، بقيادة الإمارات والسعودية، محوراً للاستقرار وسط التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية.
توقعات البنك الدولي للنمو غير النفطي ومرونة أسواق العمل تشير إلى إمكانيات كبيرة للتوسع المستدام في هذه الدول، مما يعزز مكانتها كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن استمرار الاستثمار في القطاعات غير النفطية، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي، سيكونان عاملين أساسيين لضمان استدامة النمو الاقتصادي في المنطقة على المدى الطويل.
وقال البنك الدولي: “لا تزال آفاق النمو تتسم بالغموض في لبنان، وسوريا، والضفة الغربية وقطاع غزة، واليمن. ومن المتوقع أن تؤدي المخاوف الأمنية المستمرة في خضم التوترات الجيوسياسية الشديدة إلى تقييد النمو وتصاعد حالة عد اليقين”.
