تونس- بزنس ريبورت الإخباري|| يتوقع خبراء الاقتصاد في تونس أن تنزلق آلاف الأسر في مستنقع الفقر بسبب التضخم والارتفاع الكبير على الأسعار.
ومن المقرر أن تترك زيادة أسعار الطاقة ونسب التضخم تداعيات كبيرة على الطبقة الوسطى، مرجّحين انزلاق آلاف الأسر نحو مستنقع الفقر.
وتعتبر الطبقة الوسطى في تونس، النسبة الأكبر والأهم في المجتمع، وتتكون من الموظفين وأصحاب الدخل المتوسط وصغار الحرفيين والتجّار، وتتراوح مداخيلها ما بين ألف و2500 دينار.
مستنقع الفقر
وتمثل الزيادة في سعر المحروقات محركاً أساسياً للتضخم، وسط تحرك يومي للأسعار في الأسواق.
ويرى الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان، أن تواصل جموح التضخم يشكل خطراً كبيراً على
القدرة الإنفاقية للتونسيين.
ويعتبر أن الطبقة الوسطى هي المتضرر الأكبر من هذا الجموح وكذا أصحاب الدخل المحدود،
لافتاً إلى أنّ أصحاب الدخل المتوسط، سواء كان ذلك في القطاع العام أو الخاص وأصحاب
معاشات التقاعد، ليست لديهم أي طريقة لمجابهة التضخم أو التأقلم معه.
ويضيف سعيدان: “التضخم يدمر القدرة الشرائية ويحط من قيمة الدينار، منبهاً إلى مخاطر اندثار
الطبقة الوسطى”.
ويختم بأنّ عموم التونسيين أصبحوا يستشعرون الغلاء الفاحش ويتذمرون من الزيادات
المجحفة في أسعار المحروقات التي تجرّ مختلف القطاعات الأخرى إلى ارتفاعات متواترة.
والخميس الماضي، أعلنت الحكومة عن زيادة جديدة في سعر المحروقات بنسبة 5 في المائة،
وهي الزيادة الثالثة من نوعها منذ بداية العام الحالي.
أسعار المحروقات
وتلجأ حكومات تونس منذ عام 2018 إلى آلية التعديل الآلي لأسعار المحروقات بشكل دوري بناء
على الأسعار العالمية، في إطار خطة إصلاح نصح بها صندوق النقد الدولي بهدف الرفع التدريجي للدعم.
غير أنّ التعديل غالباً ما يكون في اتجاه واحد وهو الزيادة بنسب تراوح ما بين 3 و5 بالمائة، وهو ما
يتسبب في تحريك أسعار الخدمات والنقل والسلع ويدفع بالتضخم نحو مستويات مرتفعة، في
حين أنه قلما تراجعت الأسعار حتى مع هبوطها عالمياً في المرحلة السابقة.
ويبلغ معدل التضخم، بحسب أحدث البيانات المنشورة في مارس الماضي، 7,2 في المائة، لكنّه تجاوز 13 في المائة بالنسبة للمواد الغذائية، كما تجاوز 15 في المائة بالنسبة للملابس والأحذية.
ويقول خبير التنمية وعضو البرلمان السابق حاتم المليكي إن الطبقة الوسطى في تونس تشكل نحو 18 في المائة من التركيبة الطبقية للمجتمع وتقدر بنحو 2,2 مليون تونسي، مشيراً إلى أنّ هذه الطبقة باتت في مهب التضخم وانفجار الأسعار.
ويفيد المليكي في تصريح بأنّ متاعب العائلات التونسية سترتفع على وقع زيادات الأسعار وانفلات التضخم المتوقع خلال الأشهر القادمة، مؤكدا أنّ 71 في المائة من العائلات التونسية تعتبر فقيرة وتعيش بدخل شهري أقل من ألف دينار.
