عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| حققت شركات الشحن العالمية، أرباحا ضخمة من الضغط الكبير الحاصل على سلاسل التوريد، وهو ما كان بسبب الاضطراب الكبير في الشحن بسبب جائحة كورونا.
واستفادت شركات الشحن والخدمات اللوجستية من المشاكل التي خلقتها جائحة كورونا، حيث اندفعت شركات التخزين للعمل وبقوة مع فتح الاقتصادات حول العالم.
وبداية الشهر الجاري، أعلن اثنان من عمالقة الخدمات اللوجستية الأوروبية، “إيه بي مولر-ميرسك“، و”دويتشه بوست إيه جي”، مالكة شركة “دي إتش إل” للبريد السريع، عن أرباح قياسية.
شركات الشحن
كما كانت أعلنت شركة “يونايتد بارسيل سيرفيس” الأمريكية العملاقة في الأسبوع السابق.
وأشارت “ميرسك” إلى أن واردات أمريكا الشمالية من الشرق الأقصى قفزت بنسبة 40% في
الربع الأول.
كما وأدى ارتفاع الطلب على سعة الشحن إلى تقلص العرض، وهذا يمكّن شركات الشحن
وشركات النقل الجوي من تقاضى المزيد.
إلا أنها أمضت سنوات في الاستثمار بالشبكات المنتشرة حول العالم والتكنولوجيا الأفضل.
“لقد وأثبتت الشركات أنه لا غنى عنها أثناء الإغلاق وهي تجني ثمار ذلك الآن”.
وتخطط شركة “ميرسك” لإعادة شراء 5 مليارات دولار من الأسهم، أي حوالي 10% من قيمتها
السوقية، في العامين المقبلين.
وبعد تضاعف صافي الأرباح الفصلية أربع مرات مقارنة بالعام الماضي، تتوقع “دويتشه بوست”
أن تحقق 9 مليارات يورو (10.8 مليار دولار) من التدفق النقدي الحر في السنوات الثلاث المقبلة.
وقفزت أسهم الشركتين إلى مستويات قياسية جديدة في الأسبوع الأول من مايو.
ازدحام الموانئ
كما وتدعم عوامل كورونا الأخرى صناعة الخدمات اللوجستية. فلقد ازدحمت الموانئ وفرضت
شركات التوصيل رسوماً إضافية لتعويض التكاليف المرتفعة المرتبطة بالوباء.
كما أدى انسداد قناة السويس لمدة أسبوع تقريباً وطفرة كوفيد في الهند إلى تفاقم مشكلات
التوافر والتسعير، فيما زادت أسعار الشحن من الصين بأكثر من الضعف خلال العام الماضي.
ومن الصعب أن تخسر هذه الشركات في مثل هذه البيئة. فالموانئ المزدحمة تساعد محطات
الشحن التابعة لشركة “ميرسك” على تحقيق أرباح أكبر من خلال بيع مساحات التخزين.
كما يوقّع العملاء، في محاولة يائسة لتأمين السعة، على عقود شحن طويلة الأجل.
وفي نفس الوقت، أجبرت أسواق الشحن الضيّقة عملاء “دويتشه بوست” على إرسال طرود عن طريق التوصيل السريع الأكثر تكلفة.
وحققت الوحدة السريعة للشركة هامش ربح تشغيلي نسبته 17.5% في الفترة من يناير إلى مارس، ويعترف فرانك أبيل، رئيس “دويتشه بوست”، بأن شركته في “وضع رائع”.
وستهدأ بعض هذه العوامل في نهاية المطاف، ولكن يصعب تحديد توقيت حدوث ذلك.
أرباح قوية
وتتوقع “ميرسك” أن تحقق أرباحاً قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بقيمة 14 مليار دولار تقريباً في العام الجاري، حيث يكون هذا العام بمثابة الذروة.
وتميل الأرباح الكبيرة أيضاً إلى تشجيع المنافسة، وهذا لا يعتبر أمراً سيئاً، حيث تم توحيد موردي التوصيل السريع وشحن الحاويات من خلال عمليات الدمج والتحالفات، مما يساعد على ترسيخ سلطاتها التسعيرية.
ودفعت معدلات الشحن المرتفعة المنافسين والوافدين الجدد إلى الصناعة أيضاً إلى تقديم طلبات شحن كبيرة. وتريد “أمازون” تقديم المزيد من الحزم في عالم التوصيل.
مع ذلك، فإن التحوّل إلى التجارة الإلكترونية يبدو ظاهرا بشكل دائم، وسترسّخ التدفقات النقدية هيمنة الشركات الحالية التي تمول الاستثمارات في القطاع.
كما ورفعت “دويتشه بوست” ميزانية الإنفاق الرأسمالي إلى 11 مليار يورو للسنوات الثلاث المقبلة، وتعد شركة “ميرسك” بشراء المزيد من حاويات الشحن لتخفيف النقص في الإمدادات، الأمر الذي يجب أن يرضي العملاء.
وسواء كانت الصناديق كبيرة أو صغيرة، فستكون الشركات التي تنقلها الرابح الأكبر خلال هذا الوباء.
ويقول سورين سكو، رئيس شركة “ميرسك”: إنهم “لم يكونوا محظوظين فقط”، وقد يكون لديه حق في هذا القول.
