صنعاء- بزنس ريبورت الإخباري|| أصدرت الأمم المتحدة اليوم السبت، تقريرا صادما عن اليمن، مبرزا ما يعانيه من صراع ومجاعة وأرواح على المحك.
وقال تقرير الأمم المتحدة إن اليمن يعاني من مجاعة واسعة النطاق تهدد أرواح الملايين، فيما تمويل جهود الإغاثة المنقذة للحياة غير كاف.
وبحسب التقرير يشرف عشرات آلاف اليمنيين على الموت جوعا في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولكن شح الموارد يجعل وكالات الإغاثة غير قادرة على الوفاء بالاحتياجات وإنقاذ الأرواح.
الأمم المتحدة واليمن
وتعقد الأمم المتحدة بعد غدٍ الاثنين، مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات للاستجابة الإنسانية في اليمن.
ويهدف المؤتمر الذي تشارك في تنظيمه سويسرا والسويد، إلى رفع الوعي بشأن التدهور السريع للوضع الإنساني في اليمن ولتشجيع المانحين على التعهد بسخاء لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للحياة.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أنه مع دخول الصراع عامه السابع، يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتشير أحدث التقديرات إلى أن نحو 50 ألف شخص يعيشون حاليا في ظروف تشبه المجاعة. يشتد الجوع في المناطق المتضررة من الصراع.
ويحتاج ما يقرب من 21 مليون شخص، أي أكثر من 66% من إجمالي عدد السكان، إلى مساعدات إنسانية وحماية.
مجاعة وشيكة
ومن المتوقع أن يصل عدد الجوعى في اليمن إلى 16 مليون شخص هذا العام.
وبالفعل يشارف ما يقرب من 50 ألف شخص على الموت جوعا مع عودة ظهور أوضاع تشبه المجاعة في بعض مناطق اليمن للمرة الأولى منذ عامين.
ووفق تقرير الأمم المتحدة، فإنه لا يفصل 5 ملايين شخص آخر عن المجاعة سوى خطوة واحدة.
وتوقع التقرير الأممي أن يعاني حوالي 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الوخيم خلال العام الحالي.
ومن بين هؤلاء الأطفال، 400 ألف طفل سيواجهون الموت إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة.
وتشير هذه الأرقام إلى أعلى معدلات لسوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن منذ تصاعد الصراع عام 2015.
انهيار العملة
وفي سياق متصل، انهارت قيمة العملة اليمنية مما أدى إلى عدم توفر الغذاء والسلع الأساسية، التي يستورد اليمن الغالبية العظمى من احتياجاته منها.
ومع زيادة سعر الوقود وتكاليف النقل، لا يستطيع الكثيرون التوجه إلى المستشفيات والعيادات للحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها.
وتُضطر وكالات الإغاثة إلى خفض المساعدات لعجزها عن الوصول إلى المجتمعات المستهدفة.
ووفق تقرير الأمم المتحدة، تضرر أكثر من 9 ملايين شخص بتراجع المساعدات، وتشمل برامج الإغاثة الإنسانية مساعدات منقذة للحياة توفر الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وكانت تلك المساعدات تصل إلى حوالي 14 مليون شخص كل شهر، لكن العدد تراجع إلى حوالي عشرة ملايين فقط.
ورغم محدودية الموارد وبيئة العمل الصعبة، تواصل وكالات الإغاثة تنفيذ برامج واسعة النطاق في اليمن.
فيما تأمل في أن تتمكن من الوصول بالمساعدة المنقذة للحياة إلى أعداد أكبر من المحتاجين في جميع أنحاء اليمن. إلا أن التمويل يقف عائقا أمام ذلك.
وانخفض تمويل وكالات الإغاثة بشكل حاد العام الماضي، ولم تتلق الاستجابة الإنسانية للاحتياجات في اليمن سوى نصف المبلغ الإجمالي المطلوب لتمويلها والذي قدر بـ 3.4 مليار دولار.
نتيجة ذلك اضطرت المنظمات الإنسانية إلى إلغاء أو تقليص برامج إغاثة مهمة خلال عام 2020.
وإذا لم تتلق الوكالات التمويل اللازم خلال العام الحالي، فستضطر إلى تقليص البرامج المنقذة للحياة بشكل أكبر.
وحثت الأمم المتحدة المانحين على الوفاء بتعهداتهم وزيادة دعمهم لليمن قبل فوات الأوان.
