الرياض- بزنس ريبورت الإخباري|| تهدف المملكة العربية السعودية، للتنويع في مصادر إيراداتها وعدم الاكتفاء بالنفط، وهي الخطة التي أعلنت عنها وتسعى للتحول السريع إلى مجالات أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتصب السعودية تركيزها على إنتاج الهيدروجين، وتقتفي أثر التجربة الألمانية الناجحة في هذا المجال، فهل تنجح المملكة في ذلك؟
وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، أكد أن أهداف المملكة أن تسير على خطى ألمانيا، في مجال الطاقة المتجددة، مضيفا: “سنكون رائدين”.
باهظة الثمن
وفي مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض، أوضح بن سلمان أن السعودية تعمل مع العديد من الدول في مشاريع الهيدروجين الأخضر والأزرق ومشاريع أخرى لاحتجاز وتخزين الانبعاثات الكربونية.
ويُصنّع وقود الهيدروجين الأخضر، الذي ينتج بخار الماء فقط عند الاحتراق، من الطاقة المتجددة، سواء كانت الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
أما الهيدروجين الأزرق فيُنتج من الغاز الطبيعي، إذ تُحتجز انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري حتى لا تصل إلى الغلاف الجوي.
ويعتبر الهيدروجين أمرا حاسما للتحول من النفط والغاز إلى الوقود النظيف، لكن التكنولوجيا اللازمة لصُنعه لا تزال باهظة الثمن.
وتقود “أرامكو” عملاق الطاقة السعودية جهود البلاد في مجال الهيدروجين الأزرق.
بينما تعمل شركة شركة “إير برودكتس آند كيميكالز” ومقرها بنسلفانيا وشركة “أكوا باور إنترناشونال” السعودية على بناء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة “نيوم” على ساحل البحر الأحمر.
التنويع
وأفاد عبد العزيز بن سلمان أن السعودية تعتزم تحويل نصف قطاعها الكهربائي للاعتماد على الغاز، بينما سيعتمد النصف الآخر على الطاقة المتجددة.
وفي الوقت الحاضر، تستخدم البلاد الكثير من النفط في محطاتها لتوليد الطاقة الكهربائية.
وأكد وزير الطاقة السعودي، أن بلاده ملتزمة بحياد الكربون دون توضيح إطار زمني لتحقيق ذلك، حيث يمكن لتحقيق
الأهداف المحددة في اتفاقية باريس للمناخ مساعدة الاقتصاد السعودي في خفض اعتماده على النفط.
ولم تحظ جهود السعودية السابقة لتعزيز إنتاج الطاقة المتجددة إلا بقدر ضئيل من النجاح.
في حين أن ألمانيا، وهي دولة لا تتميز بطقس مشمس، أصبحت واحدة من أكبر منتجي الطاقة الشمسية في العالم.
ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الإعانات الحكومية الضخمة التي ساهمت في تحفيز الصناعة.
تخوفات ويقظة
ولا يزال النفط أمرا مهما بالنسبة للاقتصاد في الوقت الراهن، حيث تقود السعودية جهود منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)
لتقييد الإمدادات ودعم الأسعار.
وقال الأمير عبد العزيز إن السعودية ليست قلقة من تأثير الموجة الأخيرة لفيروس كورونا على الطلب على النفط. وأضاف: “لا شيء حتى الآن يجعلنا أكثر قلقا”.
ورغم تشديد العديد من الاقتصادات الرئيسية، بما في ذلك ألمانيا والصين، عمليات الإغلاق في الأسابيع الأخيرة، إلا أن
مخزونات النفط تواصل الانخفاض.
وقال الوزير السعودي: “إنها علامة جيدة، وآمل ألا تصبح عمليات الإغلاق أكثر خطورة، لكننا سنظل مستعدين، فاليقظة شعارنا”.
وأشار إلى أن السعودية وأعضاء آخرين في أوبك يستفيدون من قرار الرياض بخفض أحادي الجانب لإنتاج الخام بمقدار مليون
برميل يوميا في شهري فبراير ومارس.
وساهت هذه الخطوة في رفع أسعار خام برنت بأكثر من 7% هذا العام ليصل إلى نحو 55 دولارا للبرميل.
لمتابعة أخر التقارير الاقتصادية العربية والعالمية انقر هنا
