تونس- بزنس ريبورت الإخباري|| لا يزال القطاع الخاص في تونس، ينتظر بارقة أمل في عودة المشاريع الاستثمارية للحياة من جديد، في ظل حالات الاغلاق والتوقف عن العمل التي فرضتها جائحة كورونا.
ومع غياب رؤية الاستراتيجية الحكومية فيما يتعلق بفيروس كورونا، ينتاب حالة من القلق القطاع الخاص في تونس، على أمل اتضاح المشهد.
ويعاني التونسيين من تأخير الحكومة لحملات التطعيم إلى الربع الثاني من العام الجاري، وتواصل تصاعد العدوى في البلاد وهو ما يؤخر المستثمرون في تونس برامجهم إلى أجل غير مسمى.
انتقاد
وينتقد مستثمرون تأخر الحلول الصحية في البلاد وإخفاق الحكومة في جلب اللقاحات وبدء التطعيم، فيما تقدمت دول مجاورة في معالجة أوضاعها الصحية والاقتصادية استعدادا لتجاوز مخلفات كورونا.
وقال رئيس تكتل “كوناكت” لرجال الأعمال، طارق الشريف، إن تأخر اللقاحات يحبط مشاريع المستثمرين، ويزيد في مخاطر غلق المؤسسات الاقتصادية التي تكابد من أجل البقاء.
وانتقد الشريق غياب خطط حكومية للإنعاش الاقتصادي.
ورجح أن يؤخر المتعاملون الاقتصاديون خططهم الاستثمارية، مشيرا إلى أن ضبابية مناخ الأعمال وتواصل تدابير الغلق في
عدد من القطاعات المهمة لا يشجعان على بعث مشاريع جديدة.
خطط أعمال
وأفاد رئيس تكتل “كوناكت” لرجال الأعمال أن البنوك باتت أكثر تشددا في تمويل المشاريع الجديدة وتطالب بخطط أعمال على
المدى المتوسط، غير أن تواصل الجائحة يحبط القطاع الخاص.
وأضاف: “المؤسسات الاقتصادية المتعثرة لم تعد قادرة على دفع الضرائب، وأصبحت مهددة بالاندثار مطالبا بإنقاذ الشركات
المتعثرة قبل وصولها إلى مرحلة الغلق النهائي”.
وتنوي الحكومة وفق قانون الموازنة تحصيل نحو 30 مليار دينار (الدولار = نحو 2.75 دينار) من المداخيل الجبائية
بزيادة مقدرة بـ3.6% عن العام الماضي.
ومنذ بدء الجائحة الصحية في مارس الماضي لجأت الحكومة التونسية إلى حلول الحظر الشامل في مناسبتين كما تواصل
تدابير الغلق الجزئي في القطاعات الخدماتية.
ولا سيما قطاعات المقاهي والمطاعم فيما يتواصل الشلل التام في القطاع السياحي الذي يوفر 400 ألف فرصة عمل.
مواصلة الاغلاق!
ويتوقع كاتب عام جامعة الأسفار، ظافر لطيف، أن يتواصل الغلق في المهن السياحية إلى الربع الثاني من السنة الحالية،
فيما يهدد الفيروس وتأخر اللقاح بضياع موسم سياحي ثان بعد أن خسرت تونس موسم العام الماضي.
وقال لطيف إن صناعة السياحة تعتمد على البرمجة المبكرة للحجوزات، مؤكدا أن الحجوزات متوقفة تماما منذ نحو السنة،
فيما يتواصل تعثر قطاع النقل الجوي.
ورجح أن تخسر تونس الموسم السياحي الجديد في غياب حلول عاجلة لكبح الفيروس.
وأظهرت أحدث الأرقام الرسمية، أن إيرادات قطاع السياحة الحيوي في تونس هوت 65% إلى حوالي ملياري دينار
(746 مليون دولار)، بينما هبط عدد السائحين 78 بالمائة في 2020، في ضربة قوية لاقتصاد البلاد بسبب تأثيرات
جائحة فيروس كورونا.
وأدت القيود على السفر في أنحاء العالم إلى أن تغلق أغلب الفنادق في تونس أبوابها، ويخسر عشرات الآلاف في القطاع وظائفهم.
موجة ثانية قوية
وتوقع الخبير الاقتصادي، رضا الشكندالي، أن الموجة الثانية القوية للجائحة الصحية قد تزيد من أتعاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة، والتي توقف نشاطها من جراء الموجة الأولى لفيروس كورونا.
وقال الشكندالي إن تونس لن تتمكن من تحقيق نسبة النمو المفترضة للواردات، مع مزيد من تعطل سلاسل التوريد في العالم في
صورة توجه الدول الشريكة مع تونس نحو غلق الحدود بهدف الوقاية من الجائحة الصحية.
وتتطلع تونس، وفق توقعات حكومية، إلى أن تعود إلى تحقيق نسب نمو إيجابية العام الحالي، فيما يرجّح البنك الدولي أن يرتفع
نمو اقتصاد تونس إلى 5.4 بالمائة هذا العام مقابل نمو سالب بـ7% في 2020.
لمتابعة أخر التقارير الاقتصادية العربية والعالمية انقر هنا
