صنعاء- بزنس ريبورت الإخباري|| تنامت ظاهرة عمالة الأطفال في اليمن خلال السنوات الأخيرة، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة زادت حدتها الحرب الجارية منذ قرابة 7 سنوات.
وفقد العديد من الموظفين وظائفهم، في حين عانى آخرون من انقطاع رواتبهم مع تمدد الفقر والجوع والبطالة وانعدام الأمن الغذائي.
وإلى جانب عمالة الأطفال، تكتظ الشوارع في معظم المدن اليمنية بعشرات المتسولين معظمهم من النساء والأطفال الذين يقضى بعضهم ساعات طويلة في الظهيرة تحت حرارة الشمس والرياح وقسوة حياة الشوارع.
عمالة الأطفال
وفي مدينة إب وسط اليمن يقول المواطن أمين الحومري، إنه اضطر بسبب فقدانه لراتبه
الحكومي حيث كان يعمل في التدريس للعمل متنقلاً فيما يتوفر ويتاح له من عمل كما هو
حاصل في هذه الفترة الموسمية السنوية التي تزدهر فيها بشكل نسبي حركة الأعمال؛ في
بسطة لبيع الملابس في أحد شوارع المدينة وكذلك مستلزمات العيد خلال أيامه الأولى.
ويضيف أمين أنه منذ أيام انضم لمساعدته أحد أولاده الذي لا يتجاوز عمرة ثماني سنوات مع
ارتفاع الحركة في الأسواق.
بينما وفق حديثة يعمل ثلاثة من أبنائه أكبرهم يصل عمره إلى 16 عاماً في أعمال مثل البناء
وبسطات الباعة الجائلين.
وتظهر بيانات توزيع المشتغلين بحسب الفئات العمرية في اليمن بأن 32.5% من المشتغلين
يقعون ضمن الفئة العمرية 15 سنة فأكثر، إذ يصل عدد الذكور في هذه الفئة إلى نحو 3.8
ملايين شخص مقابل حوالي 300 ألف للإناث من إجمالي المشتغلين في نفس الفئة العمرية
(15) سنة فأكثر.
في حين تبلغ نسبة المشتغلين من كبار السن (65 سنة فأكثر) 3.1% وهي أدنى نسبة مقارنة
بالفئات العمرية الأخرى.
وفي عدن التي تتخذ منها الحكومة عاصمة مؤقتة، تزداد عمالة الأطفال في الأسواق والمحال
التجارية والورش الميكانيكية والميناء وكثير من الحرف والمهن والأعمال الشاقة.
ويقول الباحث في الاقتصاد الاجتماعي شهاب عثمان، إن الكثير من الأسر لم يعد باستطاعتها
إطعام كل أفرادها لذا يكون الأطفال الفئة التي يتم التضحية بها ودفعها إلى سوق العمل.
ويشير إلى خطورة هذا الوضع على مستقبل اليمن والتنمية الاقتصادية في البلاد والتي تتطلب أجيال متعلمة مؤهلة للمساهمة في البناء والنهوض الاقتصادي وفق متطلبات سوق العمل الذي ويشهد تغيرات وتطورات متلاحقة بالتوازي مع اتساع الفجوة في سوق العمل المحلية بالنظر إلى توسع شبح البطالة والعمالة الفائضة ومخرجات التعليم المتدهور.
منظمة العمل
ووفق دراسة صادرة مؤخراً عن منظمة العمل الدولية فإن الأطفال في أجزاء من المنطقة العربية مثل اليمن يستدرجون بشكل متزايد إلى أسوأ أشكال عمل الأطفال ويتعرضون للاستغلال والاعتداء وسوء المعاملة وانتهاك الحقوق بشكل خطير ومقلق.
وتؤكد بيانات وتقارير رسمية أن هناك تناميا مخيفا لظاهرة عمالة الأطفال في السنوات الأخيرة في اليمن بزيادة كبيرة تقدر بأكثر من 80% بالنسبة للأطفال الأقل من 15 عاماً، مقارنة بنحو 38% قبل اندلاع الحرب منذ نحو 8 أعوام.
وتحدد تقارير خاصة بدراسة ظاهرة عمالة الأطفال أن عمل الأطفال في اليمن يتركز في أشغال وأنشطة شاقة وخطيرة في قطاعات مثل البناء والتجارة والزراعة ومعظم الأطفال يعملون بأجور متدنية للغاية تصل في كثير من الأحيان إلى مجرد الحصول على وجبة واحدة في اليوم.