في ظل استمرار الصراع في غزة، والذي أثار الإحباط بسبب تراجع آمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بادر بعض رواد الأعمال الإسرائيليين إلى تبني أسلوب غير تقليدي للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن. حيث أعلنوا عن تقديم مكافأة مالية للمعلومات التي تسهم في تحرير هؤلاء المحتجزين.
وفي هذا السياق، أعلن دانييل بيرنباوم، الرئيس التنفيذي السابق لشركة صودا ستريم، عن رغبته في تقديم مكافأة بقيمة 100 ألف دولار، تُدفع إما بالبيتكوين أو نقداً، لكل من يقدم معلومات موثوقة تؤدي إلى تحرير رهينة إسرائيلي حي من غزة.
وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، أوضح بيرنباوم أنه تلقى حوالي 100 مكالمة بعد نشر عرضه على منصة «إكس»، ولكن معظمها كانت تهديدات أو مقالب. ومع ذلك، ذكر أن 10 إلى 20 مكالمة قد تكون ذات قيمة للسلطات الأمنية، وتم إحالتها إليهم للتحقق منها.
وتبقى 97 رهينة محتجزين في غزة، من أصل 251 تم أسرهم بعد الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فقد أودت العمليات العسكرية الإسرائيلية بحياة أكثر من 42603 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، وهي أرقام أكدت الأمم المتحدة أنها موثوقة.
عبر بيرنباوم عن أمله في استعادة حتى رهينة واحدة، مشيرًا إلى أنه لم يستشر الحكومة الإسرائيلية بشأن عرضه، مؤكدًا أن فكرة تقديم المكافآت يجب أن تكون مبادرة من القطاع الخاص. وأعرب عن استعداده لتجربة هذه الطريقة في محاولة لتحرير الرهائن.
في سياق مشابه، أعلن مطور العقارات الإسرائيلي الأميركي، ديفيد هاجر، أنه بدأ جمع الأموال لنفس الغرض، مشيرًا إلى أنه تمكن من جمع حوالي 400 ألف دولار حتى الآن، مع دعوة رجال الأعمال الآخرين للمساهمة في الوصول إلى هدف قدره 10 ملايين دولار.
على جانب آخر، يُلقي الجيش الإسرائيلي منشورات فوق غزة تحمل رسائل تطالب من يحمل السلاح بإلقائه وإعادة الرهائن، مما يسمح لهم بمغادرة غزة بسلام. لكن هذه الدعوات، كما يشير الخبير في الشؤون الفلسطينية، مايكل ميلشتاين، ليست مرجحة للنجاح، حيث قد تكون هناك حالات نادرة فقط لنجاح هذا العرض.
من جانبه، أكد محمد النجار، وهو من سكان شمال غزة، أن هذه المبادرات محكوم عليها بالفشل، مبرزًا أن الناس يستخدمون المنشورات كوسيلة لتوليد الحرارة في ظل النقص الحاد في الوقود. وأكد النجار أنه من غير المرجح أن توافق حماس على الإفراج عن الرهائن دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
هذا ويذكر أن جهود التوصل إلى وقف إطلاق نار لم تحقق نجاحًا منذ الهدنة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر من العام الماضي، والتي أدت إلى إطلاق سراح 105 رهائن إسرائيليين مقابل 240 سجينًا فلسطينيًا.