توقع بنك قطر الوطني (QNB) أن أسعار الذهب ستواصل تلقي الدعم في المستقبل القريب، مستفيدة من السياسات النقدية الميسرة التي تتبعها البنوك المركزية الكبرى، وانخفاض قيمة الدولار، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة.
وجاء في التقرير الأسبوعي للبنك أن هذه العوامل الرئيسية ستعزز مكانة الذهب كملاذ آمن، رغم التراجع النسبي للتضخم العالمي والمكاسب الكبيرة التي حققها المعدن النفيس في السنوات الأخيرة.
وأشار التقرير إلى الجدل الكبير حول دور الذهب في المحافظ الاستثمارية. فمن جهة، يعتبره مؤيدوه أداة أساسية للتنويع، وملاذًا آمنًا ضد التضخم والصراعات الدولية.
أما منتقدوه، فيرون أن الذهب بقايا حقبة قديمة كونه سلعة غير مدرة للدخل وفائدتها محدودة.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن الذهب أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه معزز كبير للمحافظ الاستثمارية العالمية، حيث سجلت أسعاره أعلى مستوياتها التاريخية، متجاوزة 2.600 دولار للأونصة، مع استمرار تفوقه على الأصول الرئيسية الأخرى منذ جائحة كوفيد-19.
وأوضح التقرير أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تدعم استمرار الأداء الإيجابي للذهب.
أولها التوجهات النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، مما يقلل من جاذبية النقد والسندات الحكومية ويعزز الإقبال على الذهب كاستثمار بديل.
العامل الثاني يتعلق بتحركات أسعار الصرف، حيث إن انخفاض قيمة الدولار المتوقع نتيجة المبالغة في تقدير قيمته بنسبة 9% سيدعم الطلب العالمي على الذهب، مما يعزز أسعاره.
أما العامل الثالث فيتمثل في استمرار التوترات الجيوسياسية، مثل الصراع الروسي الأوكراني، والتوترات في الشرق الأوسط، والتي تزيد من علاوة المخاطر على الأصول التقليدية، وتدفع المستثمرين إلى التحوط بالذهب كملاذ آمن.
كما خلص التقرير إلى أن الاتجاهات طويلة الأجل، مثل التنافس الاقتصادي المتزايد بين الغرب والشرق، وتراجع التعاون الدولي، قد عززت جاذبية الذهب، خاصة مع إقبال البنوك المركزية العالمية على شراء الذهب بمعدلات غير مسبوقة، ما يشير إلى استدامة الطلب المؤسسي على المعدن النفيس.