الخرطوم- بزنس ريبورت الإخباري|| تواصل أسعار الوقود في السودان الارتفاع بوتيرة متسارعة دون توقف خلال الشهرين الماضيين، لتفرض السلطات أربع زيادات خلال نحو خمسة أسابيع.
ويأتي الارتفاع المتواصل على أسعار الوقود في وقت يعاني المواطنون من صعوبات معيشية بالغة بفعل انهيار سعر صرف الجنيه والغلاء المتواصل.
ووفق مراقبون، ووصلت نسبة الزيادة في سعر البنزين 86% منذ بداية شهر فبراير الماضي، بعد أن بلغ سعر اللتر 672 جنيها، فيما قفز سعر الديزل بنسبة 85.5% ليصل سعر اللتر إلى 642 جنيها.
أسعار الوقود
وتأتي الزيادة وسط مصاعب اقتصادية كبيرة تعاني منها البلاد، أدت إلى انهيار ملحوظ في سعر
صرف العملة المحلية حيث يجرى تداول الدولار الواحد عند 620 جنيهاً في السوق الموازية. وفي
أكتوبر من عام 2020، أعلنت الحكومة إلغاء دعم الوقود تدريجيا، ضمن ما وصفتها بإصلاحات
اقتصادية بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ويحذر خبراء اقتصاد من أن رفع أسعار الوقود بهذه النسبة العالية في أوقات متقاربة ستكون
له انعكاسات كارثية على المستهلك العادي، لا سيما أن أكثر من 60% من السودانيين
يعيشون حالياً تحت خط الفقر، وفق البيانات الرسمية.
وتنعكس زيادة أسعار الوقود بشكل مباشر على تكلفة النقل، وبالتالي أسعار السلع والخدمات
الأساسية. بينما تبرر السلطات الزيادات الأخيرة بارتفاع أسعار النفط عالمياً.
لكن الخبير الاقتصادي إبراهيم الزين يقول، إن “هذه الزيادة الضخمة في أسعار الوقود
ستضاعف التكاليف الإنتاجية للسلع والخدمات، وستؤدي إلى انهيار كبير في العديد من
القطاعات، ومن ثم زيادة معدلات البطالة واتساع قاعدة الفقر بالبلاد وتمزيق الوضع الاجتماعي بشكل أكبر”.
ويؤكد أن “الأثر الأخطر يتمثل في رفع معدلات التضخم التي يتوقع أن تصل إلى 500% أو أكثر
على المدى القريب، مقارنة بنحو 360% في الوقت الحالي بسبب ارتفاع التكاليف الإنتاجية والخدمية”.
ويشير محللون إلى أن زيادة أسعار الوقود ستتواصل حتى لو تراجعت عالميا، إذ إن السماح للشركات الخاصة باستيراد الوقود من الخارج يدفعها نحو شراء العملات الأجنبية من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، بينما يدفع المواطنون في النهاية ثمن موجات لا تنتهي من الغلاء.
ويستورد السودان أكثر من نصف احتياجاته من الوقود من الخارج. وكانت الحكومة تدعم المحروقات بحوالي 2.5 مليار دولار قبل قرار إلغاء الدعم تدريجياً.
ارتفاعات متسارعة
ويرى الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان، أن أسعار الطاقة ترتفع بمعدلات متسارعة جدا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إذ إن برميل النفط تجاوز 110 دولارات، مضيفا أن الأسعار قد تتجاوز 150 دولارا للبرميل.
وتأتي زيادات أسعار الوقود مع اقتراب شهر رمضان الذي يحل مطلع إبريل/ نيسان المقبل، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية بالأساس ارتفاعات كبيرة أثرت بشكل سلبي على القوة الشرائية للمواطنين.
وارتفعت أسعار الكثير من السلع الغذائية بنسبة تصل إلى 20%، ووصل سعر جوال (شوال) السكر زنة 50 كيلوغراماً إلى 25 ألف جنيه، كما زادت أسعار الدقيق (الطحين) إلى أكثر من 25 ألف جنيه للجوال (الشوال).
