عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| يعاني سوق العمل حول العالم من ارتفاع كبير في معدلات البطالة بسبب تداعيات جائحة كورونا التي طرحت بملايين العمال وسرحتهم من وظائفهم.
وخلال أكثر من عام على تفشي جائحة كورونا، أغلقت الآلاف من الشركات والمنشآت الاقتصادية حول العالم، بسبب الاغلاقات المتكررة للاقتصاد، فضلا عن تحوّل جذري نحو العمل عن بعد، وهو ما ألغى ملايين الوظائف.
ولا تزال تبعات جائحة كورونا، تلقي بظلالها على المنشآت، في ظل توقعات بعدم عودة ملايين الوظائف إلى ما قبل عهد كورونا، لتتأكد مقولة: “العمالة بعد كورونا ليست كما قبلها”.
جائحة كورونا
وبحسب تقرير لمنظمة العمل الدولية بعنوان “العمالة العالمية والتوقعات الاجتماعية لعام 2021″، فإن 96% من الاستثمارات في المنصات الرقمية تتركز في آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا.
وتتركز 70% من الإيرادات في دولتين فقط، هما الولايات المتحدة والصين.
وتستعين الشركات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بمصادر خارجية للعمل على المنصات عبر الإنترنت: بعمال من النصف الجنوبي، ممن يكسبون أقل من نظرائهم في البلدان المتقدمة.
ويشير التقرير إلى أن هذا النمو غير المتكافئ يديم الفجوة الرقمية ويخاطر بتفاقم عدم المساواة.
ويستكشف تقرير منظمة العمل الدولية كيف يغيّر اقتصاد المنصات المعاصرة طريقة تنظيم العمل، ويقدم تحليلا بشأن تأثير منصات العمل الرقمية على الشركات والعمال والمجتمع ككل، ويستغني عن آلاف الوظائف.
تسريح عمال
وكغيرها من الشركات، أعلنت شركة صناعة السيارات الألمانية العملاقة فولكسفاغن خطة لإلغاء ما يصل إلى خمسة آلاف وظيفة بحلول نهاية العام 2023.
وتهدف خطة إلغاء الوظائف إلى تمويل الانتقال نحو صناعة العربات الكهربائية.
وقالت فولكسفاغن في بيان إنها توصلت إلى اتفاق مع اللجنة الممثّلة للموظفين حول “مجموعة شاملة من التدابير بناء على السنّ لتنظيم” نفقات الأجور.
وتوقعت المجموعة أن “ما يصل إلى 900 موظف” سيقدمون طلبات تقاعد مبكر على المدى القصير.
إضافة إلى ذلك، سيغادر الشركة بين ألفين وأربعة آلاف موظف في إطار الوقف التدريجي للنشاط.
وأوضحت المجموعة أن إلغاء الوظائف “يساهم بشكل كبير في إدارة صارمة للتكاليف”.
وتقهقرت فولكسفاغن العام 2020 إلى المرتبة الثانية عالميا بعد تويوتا، وباعت 9,3 ملايين عربة بتراجع بنسبة 15 بالمئة مقارنة مع العام 2019.
وعلى غرار بقية المصنعين، عانت المجموعة التي تشمل 12 علامة من تداعيات الأزمة الصحية، لكنها تتوقع “ارتفاعا كبيرا” في إيراداتها العام 2021 رغم استمرار جائحة كورونا.
وتضاف الخطة الجديدة إلى خطة سابقة أعلنت العام 2019 لإلغاء سبعة آلاف وظيفة في أبرز علاماتها.
فقدان وظائف
أوليفيه شوبفر، لديه أكثر من 30 سنة خبرة في المحاسبة، ويبحث عن عمل منذ ديسمبر 2018.
وبعد تعيينه بمنصب محاسبة قانونية في نهاية 2019، فوجئ هذا المقيم في كانتون فو (غرب سويسرا) بإنهاء عقده بعد شهر واحد من استلام وظيفته، لأسباب اقتصادية.
وكما هو الحال في سويسرا، فرضت العديد من الحكومات تدابير حجر صحي بدرجات مختلفة من الصرامة منذ ربيع 2020 لمكافحة جائحة كورونا، معطلة بذلك قطاعات كاملة من اقتصادها.
وتطورت أرقام البطالة بشكل مختلف من بلد إلى آخر، بحسب بنية سوق العمل فيها، ومدى القيود الصحية المفروضة وآليات الحفاظ على الوظائف المعتمدة.
ولكن في عام واحد، ارتفعت أرقام البطالة في جميع الدول تقريبا.
