حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دول مجموعة بريكس من محاولة استبدال الدولار كعملة احتياطية عالمية، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على أي دولة تسعى لدعم عملة جديدة لتحل محل الدولار الأميركي.
جاء هذا التهديد في منشور له على منصة تروث سوشيال، حيث أكد أن الولايات المتحدة ستطلب التزامًا من هذه الدول بعدم إطلاق عملة بديلة أو دعم أي عملة تنافس الدولار.
وأضاف أن أي محاولة لاستبدال الدولار ستعني وداعًا للتعامل مع الاقتصاد الأميركي، مشددًا على أن لا فرصة لأن تحل البريكس محل الدولار في التجارة الدولية أو في أي مكان آخر.
هذا التهديد ليس جديدًا، فقد أعاد ترامب تأكيد موقفه السابق الذي نشره في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية.
ويعكس ذلك نهجه المتشدد تجاه السياسات الاقتصادية العالمية، حيث يسعى إلى حماية هيمنة الدولار كعملة احتياطية عالمية.
وفي الوقت نفسه، يتابع العالم قرارات ترامب المقبلة بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، وهو الإجراء الذي يدرسه بهدف الضغط على هذين البلدين للمساعدة في وقف تدفق المخدرات، لا سيما مادة الفنتانيل القاتلة، ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
تعززت هيمنة الدولار مؤخرًا بفضل قوة الاقتصاد الأميركي، والسياسة النقدية الصارمة، بالإضافة إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي عززت الاعتماد عليه عالميًا.
ووفقًا لدراسة أجراها مركز جيو إيكونوميكس التابع للمجلس الأطلسي العام الماضي، لا يزال الدولار العملة الاحتياطية الأساسية في العالم، ولم تتمكن لا دول بريكس ولا حتى اليورو من تقليل الاعتماد العالمي عليه.
في هذا السياق، فإن أي محاولة من قبل دول بريكس لاستحداث عملة جديدة قد تُقابل بمقاومة شديدة من الولايات المتحدة، التي لطالما استخدمت أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لحماية مكانة عملتها.
مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، تهدف إلى أن تكون بديلاً للقوى الاقتصادية الغربية المتمثلة في مجموعة السبع.
ومع انضمام مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات مطلع عام 2024، بالإضافة إلى اندونيسيا مؤخرًا، اكتسب التحالف قوة إضافية، مما زاد من اهتمامه بمناقشة بدائل للدولار في التجارة العالمية.
ومع أن المجموعة لا تملك حتى الآن عملة مشتركة، إلا أن النقاش حول هذا الأمر تصاعد بعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اقتراح إنشاء نظام دفع مستقل داخل التحالف يهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار.
في ظل هذا المشهد، تسعى دول بريكس إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي، بينما تحاول الولايات المتحدة التصدي لأي محاولة قد تؤثر على مكانة عملتها.
وبينما تبقى فكرة استبدال الدولار بعيدة المنال في الوقت الحالي، فإن تصاعد التوترات بين واشنطن ودول بريكس يشير إلى احتمال حدوث صدامات اقتصادية في المستقبل القريب، خاصة إذا مضت هذه الدول قدمًا في مساعيها لإنشاء نظام مالي بديل.
