تقرير صحيفة Financial Times اليوم الاثنين أكد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد لسحب كميات إضافية من النفط من المخزون الاستراتيجي، بهدف منع أي ارتفاع كبير في أسعار البنزين خلال فصل الصيف الحالي.
وفي تصريح للصحيفة، أكد آموس هوكستين، المستشار الكبير للرئيس بايدن، أن أسعار النفط لا تزال مرتفعة بشكل ملحوظ بالنسبة للكثير من الأميركيين، وأنه يطمح لخفض هذه الأسعار قليلاً. وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل عمليات الشراء حتى العام المقبل، لضمان توفير الكمية الكافية من النفط لضمان أمن الطاقة، وفقًا لتقرير وكالة “رويترز”.
وزادت وزارة الطاقة عمليات شراء النفط للمخزون الاستراتيجي هذا العام إلى حوالي 3 ملايين برميل شهريًا، بعد أن باعت 180 مليون برميل في عام 2022 بسبب الأزمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
هذه الخطوة تأتي في إطار جهود للحد من ارتفاع أسعار البنزين، التي وصلت إلى أكثر من 5 دولارات للجالون، مع الاحتفاظ بمستويات الاحتياطي البترولي الاستراتيجي عند أدنى مستوى لها في 40 عامًا.
وتدير وزارة الطاقة الأمريكية الاحتياطي الاستراتيجي النفطي المحفوظ في خزانات تحت الأرض تخضع لحراسة مشددة على سواحل ولايتي تكساس ولويزيانا.
ويبلغ الاحتياطي الأمريكي، وهو الأكبر من نوعه في العالم، حوالي 645 مليون برميل من النفط وفقا لما يقوله موقع الوزارة الإلكتروني ويتألف من 395 مليون برميل من الخام الثقيل عالي الكبريت و250 مليون برميل من الخام الأمريكي الخفيف.
كان وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر طالب بإنشاء الاحتياطي الاستراتيجي في 1975 بعد الحظر النفطي العربي الذي رفع أسعار الوقود وأضر بالاقتصاد الأمريكي.
وبمقتضى القانون الأمريكي يمكن للرئيس أن يأمر ببيع كميات من الاحتياطي الاستراتيجي إذا واجهت البلاد تعطلا في الإمدادات بما يهدد الاقتصاد. وقد استخدم الاحتياطي الاستراتيجي لهذا الغرض ثلاث مرات كان آخرها في 2011 بعد تفجر العنف في ليبيا.
وسبق أن شاركت واشنطن في عمليات سحب منسقة من المخزون الاستراتيجي مع وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا وتُنسق سياسات الطاقة في دولها الأعضاء الثلاثين.
وفيما يلي بعض من أكبر عمليات السحب من المخزون الاستراتيجي.
مبيعات طوارئ:
– ليبيا
في يونيو حزيران 2011، أمر الرئيس باراك أوباما ببيع 30.6 مليون برميل بسبب تعطل الإمدادات في ليبيا. وجرى تنسيق عملية السحب مع وكالة الطاقة الدولية التي سحبت 30 مليون برميل أيضا.
– الإعصار كاترينا
في سبتمبر أيلول 2005، وبعد أن عطل الإعصار كاترينا إنتاج النفط وتوزيعه والمصافي في لويزيانا وميسيسيبي، أمر الرئيس جورج بوش الابن ببيع 30 مليون برميل من النفط وانتهى الحال إلي بيع 11 مليون منها لشركات الطاقة. وفي رد منسق حددت، وكالة الطاقة الدولية هدفا يتمثل في إتاحة 60 مليون برميل من النفط والمنتجات البترولية لكن ما بيع من هذه الكمية في النهاية كان أقل من ذلك.
– عملية عاصفة الصحراء
في يناير كانون الثاني 1991 وبعد أن بدأت الطائرات الحربية الأمريكية وطائرات الحلفاء قصف بغداد وأهداف عسكرية أخرى في العراق أمر الرئيس جورج بوش الأب ببيع 34 مليون برميل من النفط، تم بالفعل بيع 17.3 مليون برميل منها.
تسليف النفط:
– الإعصار هارفي
في 2017، وبعد أن أغرق الإعصار هارفي تكساس وأغلق جانبا كبيرا من القدرات التكريرية في المنطقة، أمر بيري بعملية تبادل للنفط من الاحتياطي الاستراتيجي. وتم تسليم ما إجماليه 5.2 مليون برميل لمصافي تكرير على ساحل خليج المكسيك ورد كمية أكبر قليلا للاحتياطي في أوائل 2018.
– الإعصار أيزاك
في أغسطس آب 2012، قدم الاحتياطي الاستراتيجي قرضا مقداره مليون برميل لشركة ماراثون بتروليوم لعملياتها التكريرية بعد أن أوقف الإعصار أيزاك إنتاج النفط في خليج المكسيك.
– الإعصاران جوستاف وأيك
في سبتمبر أيلول 2008، جرى تسليم 5.3 مليون برميل من النفط لخمس شركات تعطلت إمداداتها. وتم رد هذه الكميات بحلول منتصف 2009.
