عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| كسبت العملات الرقمية الزخم ووصلت لمستويات قياسية الأربعاء، قبل التراجع قليلا صباح اليوم الجمعة.
وجاء الارتفاع الكبير في ظل ارتفاع التضخم حول العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا، واقبال المستثمرين على العملات الرقمية.
وفي الوقت الذي انطلقت فيه التعاملات في بورصة نيويورك على أول صندوق في أميركا يسمح بالاستثمار في عملة بتكوين، كان هناك ما يشبه طبول الحرب التي بدأت تدق في العديد من البلدان، كما لو كانت نذر حرب جديدة تلوح في الأفق.
العملات الرقمية
وكان السلاح في هذه الحرب هي العملات الرقمية التي بدأ تعدينها منذ ما يقرب من 12 عاما،
ووصلت الأربعاء لأعلى مستوى على الاطلاق عند 66 ألفا و 997 دولار للوحدة الواحدة منها،
ومقتربةً بأرباحها خلال الـ 12 شهراً الأخيرة من 450%.
وتتويجاً لجهود بدأت عام 2013، وتم تكثيفها اعتباراً من عام 2017، أطلقت شركة بروشيرز
Proshares، المتخصصة في تصميم المنتجات الاستثمارية المعقدة، أول صندوق يتم تداوله في
البورصة ETF يسمح لحائزيه بالاستثمار في العقود المستقبلية للعملة المشفرة بتكوين تحت
رمز BITO.
وبذلك تكون الولايات المتحدة من جديد أكبر ساحات التعامل في العملات الرقمية الأعلى
شعبية حالياً في مختلف البلاد.
وتسبب الإعلان عن إطلاق الصندوق خلال الأسابيع الأخيرة في استعادة العملة المشفرة
الأشهر لقوتها وتضاعف قيمتها تقريباً في أقل من ثلاثة أشهر، قبل أن تسجل مستوى
قياسياً جديداً بعد ساعات قليلة من بدء التعامل على الصندوق.
وفي الساعات الأخيرة من مرحلة إعداد المسرح للنجم الجديد في سوق صناديق الاستثمار
المتداولة في البورصة ETF ذائعة الصيت، قال ألكسندر بانكين، نائب وزير الشؤون الخارجية
الروسي، إنه “من الممكن” أن تستبدل موسكو احتياطاتها من الدولار بعملات رقمية.
لكنه حذر من أن ذلك يتطلب جهداً كبيراً من الحكومة، قبل أن يستدرك في لقائه مع وكالة
إنترفاكس، ويشير إلى نوايا بلاده التي تشمل أيضاً استخدام الدولار في تسوية بعض التعاملات
مع البلدان المختلفة.
مناكفات سياسية
وعلى مدار السنوات الأخيرة، تعددت محاولات روسيا الابتعاد عن سيطرة الدولار على التعاملات الدولية، التي تجعل أغلب تعاملاتها مكشوفة لخصمها الأكبر الولايات المتحدة، كون كل التعاملات الدولارية حول العالم تمر بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال النظام المالي الأميركي، كما تجعلها وأصولها الدولارية فريسة سهلة لسلاح العقوبات الأميركي.
وفي عام 2018، ومع تعالي الصيحات المستنكرة للتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية، تخلصت روسيا مما تقترب قيمته من مائة مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية التي كانت بحوزتها.
واشترت بدلاً منها كميات ضخمة من الذهب، ليتجاوز مكون الذهب من احتياطي النقد الأجنبي لديها لأول مرة المكون الدولاري، مسجلاً 23% من قيمة الاحتياطي، بينما كان الدولار أقل من 22% منه، رغم استحواذه على نسبة 40% من الاحتياطي قبلها بأسابيع قليلة.
ومع تزايد التوقعات بارتفاعات مطردة لمعدل التضخم خلال الفترة الحالية، والتي لا يعرف أحد، بمن فيهم بنك الاحتياط الفيدرالي، متى تنتهي، اعتبر الكثير من المحللين أن العملات المشفرة، وعلى رأسها بتكوين، ربما تكون وسيلة الاستثمار الأفضل، على خطورتها، للتحوط ضد معدلات التضخم المرتفعة.
ومع ازدياد القبول المؤسسي والحكومي، بالإضافة إلى تنامي اقتناع العامة من المستثمرين الأفراد، استحوذت بتكوين على اهتمام أسواق المال حول العالم، وبدأت العديد من الدول، مثل روسيا والصين وغيرها، في الإعداد لإطلاق عملتها السيادية المشفرة.
