الرياض- بزنس ريبورت الإخباري|| شهدت السعودية والإمارات قفزة نوعية في استثمارات رأس المال الجريء خلال الربع الأول من عام 2025، لتتصدرا بذلك مشهد التمويل والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن منصة “ماغنيت” المتخصصة في تحليل البيانات الاستثمارية.
وحصدت السعودية، المركز الأول على مستوى المنطقة والأسواق الناشئة عالميًا، بعدما استقطبت استثمارات جريئة بلغت 391 مليون دولار، في حين جاءت الإمارات في المرتبة الثانية إقليميًا، بجمعها 195.5 مليون دولار، مما يعزز مكانتها كمركز محوري لريادة الأعمال والتكنولوجيا الحديثة.
وتعود هذه القفزة إلى الدعم القوي من الصناديق السيادية والمبادرات الحكومية، بالإضافة إلى الزخم الذي توفره الفعاليات الاستثمارية الكبرى التي تستضيفها مدينتا الرياض ودبي، مثل “مؤتمر ليب” و”قمة الاستثمار المستقبلية”، التي جذبت اهتمامًا عالميًا متزايدًا خلال الفترة الأخيرة.
رأس المال الجريء
وفي المجمل، سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمويلًا إجماليًا بقيمة 678 مليون دولار خلال الربع الأول من 2025، في أقوى أداء فصلي منذ نهاية عام 2023، مدعومًا ببيئة اقتصادية محفزة وتشريعات داعمة للابتكار.
قطاع التكنولوجيا المالية كان النجم الأبرز خلال هذه الفترة، مستحوذًا على 57% من إجمالي التمويل، مدفوعًا بجولة تمويلية ضخمة بقيمة 160 مليون دولار لشركة “تابي” السعودية، أحد أبرز اللاعبين في سوق “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”.
كما شهدت المنطقة 21 صفقة دمج واستحواذ، وهو أكثر من ضعف عدد الصفقات في نفس الفترة من العام الماضي، في دلالة على نشاط متزايد في بيئة الأعمال، وسعي الشركات الكبرى لتعزيز حضورها عبر الاستحواذات الاستراتيجية.
عوامل دولية
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، نبهت “ماغنيت” إلى وجود عوامل دولية قد تؤثر على تدفقات الاستثمار في المستقبل، مثل سياسات الحماية التجارية في الولايات المتحدة وتقلبات أسعار النفط، إلا أن استمرار الدعم الحكومي من قبل الرياض وأبوظبي يعزز التفاؤل بمستقبل قطاع رأس المال الجريء في المنطقة.
ويذكر أن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أعلن في وقت سابق أن قيمة الاستثمارات الجريئة في شركات التكنولوجيا المالية في المملكة بلغت بنهاية الربع الثاني من عام 2024 نحو 7.1 مليارات ريال سعودي (1.89 مليار دولار).
تجدر الإشارة إلى أن السعودية تمكنت، في عام 2023، من الاستحواذ على أكثر من نصف إجمالي استثمارات رأس المال الجريء في المنطقة، ما يؤكد تحول المملكة إلى بيئة خصبة للاستثمار في الشركات الناشئة عالية النمو.
