واشنطن- بزنس ريبورت الإخباري|| شهد الدولار الأميركي أكبر انخفاض يومي له منذ عام 2022، متراجعاً بنسبة 1.5% وفقاً لمؤشر بلومبرغ، في تراجع هو الأقوى منذ ثلاث سنوات، مما يعكس حالة من القلق المتزايد في الأسواق العالمية.
وواصلت العملة الأميركية مسارها الضعيف خلال التداولات الآسيوية ليوم الجمعة، فيما اتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري والين الياباني، واستفادت أيضاً عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني من هذا التحوّل.
وقال “فيليكس راين”، المحلل في مجموعة ANZ المصرفية في سيدني: “الأصول الأميركية تظهر أداءً ضعيفاً بسبب حالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية وتوقعات النمو في الولايات المتحدة، وهو ما أعطى الأفضلية للعملات الآمنة والعملات الأوروبية.”
الدولار الأميركي
ومن أبرز المؤشرات: ارتفاع تكلفة التحوط ضد تراجع الدولار إلى أعلى مستوى لها منذ مارس 2020، وزيادة الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهبوط مؤشر الدولار أكثر من 6% منذ ذروته في فبراير الماضي.
ويأتي هذا التراجع في ظل التوترات التجارية المتصاعدة، خاصة بعد إعلان إدارة ترمب رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 145%، ما زاد من الضغوط على الأسواق وزاد الإقبال على الأصول الآمنة.
وضع التحوط
من جهته، قال “جاياتي بهاردواج”، محلل العملات في TD Securities: “الرسوم الجديدة على الصين أعادت الأسواق إلى وضع التحوط، حيث يتجه المستثمرون بعيداً عن الدولار بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي وتوقعات خفض الفائدة.
وعلى صعيد العملات، ارتفع الفرنك السويسري بنسبة 4%، ليسجل أكبر قفزة منذ عام 2015، وتقدم الين الياباني بأكثر من 2% في تعاملات الخميس، وتراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.3% إضافية يوم الجمعة.
وفي تعليقه، أشار “براد بيشتل”، رئيس أسواق الصرف في شركة “جيفريز فاينانشال غروب”:
“الفرنك والين أصبحا أدوات رئيسية للتحوط، خصوصاً مع تزايد عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأميركية.”
ووسط حجم تداول يومي يتجاوز 7.5 تريليون دولار، تعيش سوق العملات حالة اضطراب عالمي مع عودة ترمب إلى المشهد السياسي واقتراب معركة تجارية محتملة جديدة.
