عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| أظهرت البنوك الخليجية قدرة ملحوظة على الصمود في مواجهة عواصف الحرب التجارية العالمية، مدعومة بمحافظ استثمارية متنوعة ورؤوس أموال قوية، رغم تأثير الرسوم الجمركية الأميركية والتقلبات في أسعار النفط، بحسب تقارير اقتصادية حديثة.
ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، تمكنت البنوك الخليجية من تقليل المخاطر المالية بفضل محافظها الاستثمارية المتوازنة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السندات عالية الجودة والصكوك، ما يحد من تأثير التقلبات في الأسواق العالمية.
من جهتها، أشارت وكالة ستاندرد آند بورز إلى أن هذه البنوك تستفيد أيضًا من رؤوس أموال قوية واحتياطيات كافية، بالإضافة إلى جودة أصول مستقرة، ما يجعلها قادرة على امتصاص الصدمات الاقتصادية ومواجهة أي زيادة محتملة في القروض المتعثرة.
البنوك الخليجية
قال علي أحمد درويش، الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، إن استقرار البنوك الخليجية يعود إلى موازنات قوية ومستويات سيولة كبيرة، إلى جانب رقابة صارمة تفرضها الحكومات، ما يعزز قدرتها على مقاومة الأزمات المالية.
وأضاف درويش أن هذه الرقابة المستمرة تقلل من حجم المخاطر المحتملة، خاصة مع الدعم الحكومي المستمر في شكل زيادة الرساميل أو إنشاء بنوك عامة تدار تحت إشراف الدولة.
بدوره، أوضح حسام عايش، الخبير الاقتصادي، أن البنوك الخليجية تتأثر بشكل محدود بالحرب التجارية مقارنة بنظيراتها في مناطق أخرى، نظراً لأن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة أقل بكثير مما هو عليه مع شركاء تجاريين أكبر مثل الصين أو الاتحاد الأوروبي.
وأشار درويش إلى أن تركيز البنوك الخليجية على أسواقها المحلية والشرق أوسطية، بدلاً من التوسع في الأسواق الخارجية مثل الولايات المتحدة والصين، يمنحها ميزة إضافية، حيث يقلل من تعرضها لمخاطر المنافسة العالمية والتقلبات السياسية.
كما أن هذه البنوك تعتمد على مصادر دخل متنوعة، مثل الرسوم المصرفية والاستثمارات غير النفطية، مما يخفف من اعتمادها على إيرادات النفط بشكل مباشر.
تحديات محتملة
ومع ذلك، حذر عايش من أن التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي قد يؤدي إلى تراجع أسعار النفط إلى مستويات أقل من أسعار التعادل المطلوبة لموازنات الدول الخليجية، ما قد يضغط على الإنفاق الحكومي ويزيد من المخاطر المالية.
ورغم هذه التحديات، يرى عايش أن البنوك الخليجية أثبتت مرونتها وقدرتها على التكيف مع الأزمات بفضل احتياطاتها المالية الكبيرة والدعم الحكومي المستمر، مشيرًا إلى أنها أصبحت أكثر استعدادًا لمواجهة الأزمات بعد تجارب سابقة مثل انهيار أسعار النفط في 2014 وجائحة كورونا.
ويخلص الخبراء إلى أن هذه العوامل مجتمعة تجعل البنوك الخليجية أكثر قدرة على امتصاص الصدمات الاقتصادية ومواجهة المخاطر، ما يعزز استقرارها في مواجهة التحديات العالمية.
