عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| تواصل أسعار السلع الأساسية ارتفاعاتها القياسية، خلال الأيام الجارية، على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعد كلا من روسيا وأوكرانيا مصدرين مهمين للحبوب، حيث تمثل الدولتان مجتمعتان نحو ثلث تجارة القمح العالمية.
كما وتشهد أسعار المعادن ارتفاعا كبيرا كالألمنيوم، والسيارات، والطاقة والنيون والرقائق الالكترونية.
السلع الأساسية
وألقى غزو أوكرانيا بظلاله على قطاع السلع الأساسية لأنه جعل من المستحيل أيضا تجاهل
خطوط الصدوع الجيوسياسية التي تمر عبر كثير من أسواق المواد الخام الرئيسة.
والصراع نفسه والعقوبات المفروضة على روسيا يتسببان في اضطراب عدد من الأسواق – خاصة القمح.
ولارتفاع تكلفة الطاقة تداعيات تمتد إلى أسواق السلع الأخرى، بما فيها تكلفة الأسمدة التي يستخدمها المزارعون.
وعلاوة على ذلك، يتزايد قلق تجار السلع الأساسية ومديري المشتريات بشأن الطريقة التي
يمكن بها استخدام كثير من المواد الخام كأسلحة للسياسة الخارجية – خاصة إذا نشأت حرب
باردة جديدة تحدث انقساما بين روسيا، وربما الصين، وبين الغرب.
وعلى صعيد النيون، فإن (40-50)% من جميع صادرات النيون تأتي من روسيا وأوكرانيا.
والنيون منتج ثانوي من عملية تصنيع الفولاذ وهو مادة خام أساسية لتصنيع الرقائق.
وعندما دخلت روسيا شرق أوكرانيا في 2014، قفز سعر النيون 600 في المائة، ما تسبب في اضطراب صناعة أشباه الموصلات.
ورغم أن كثيرا من المشاريع الفردية في مجالات مثل التعدين كانت دائما مرتبطة بالسياسة، فإن الأسواق نفسها تستند إلى توقع العرض العالمي المفتوح.
تسليح الغاز
بينما سعت الشركات والحكومات إلى خفض التكاليف في سلاسل التوريد الخاصة بها، أصبحت عن غير قصد أكثر اعتمادا على منتجين معينين، من الحبوب إلى رقائق الكمبيوتر، ما جعلها عرضة للاضطراب المفاجئ في تدفق المنتجات.
ظهر احتمال استخدام الموارد الطبيعية كسلاح من خلال استخدام روسيا لصادرات الغاز إلى أوروبا. روسيا تمثل نحو 40 في المائة من استهلاك الاتحاد الأوروبي للغاز.
لكن في الربع الأخير من العام الماضي، تراجعت الصادرات الروسية إلى شمال غرب أوروبا بين 20 و25 في المائة، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، بعد أن تبنت شركة الغاز الروسية المدعومة من الدولة غازبروم استراتيجية للوفاء فقط بالتزامات العقود طويلة الأجل وعدم عرض إمدادات إضافية في السوق الفورية.
وتنتج روسيا 17 في المائة من الغاز الطبيعي العالمي. كان غزو أوكرانيا بمثابة تذكير لكيفية ممارسة بعض الدول نفوذا كبيرا على إمدادات المواد الخام مثل الغاز الطبيعي.
وفي يناير، ألقى فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، اللوم في ارتفاع أسعار الغاز على روسيا التي تحجب الغاز عن أوروبا. قال “إننا نعتقد أن هناك عناصر قوية من التشديد في سوق الغاز الأوروبية بسبب سلوك روسيا”.
حتى عندما أوقفت ألمانيا الأسبوع الماضي عملية الموافقة على خط غاز نورد ستريم 2، فإن تغريدة من ديمتري ميدفيديف، رئيس روسيا السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، عدها البعض تهديدا مبطنا بشأن اعتماد المنطقة على الغاز الروسي. قال فيها ميدفيديف: “مرحبا بكم في العالم الجديد الشجاع حيث سيدفع الأوروبيون قريبا ألفي يورو لكل ألف متر مكعب من الغاز”.
