حذر مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس، من أن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضها على الواردات الأوروبية قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية عالمية ضخمة، مشيرًا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد ينخفض بنسبة 7% على المدى المتوسط، وهو ما يعادل حجم اقتصادي ألمانيا وفرنسا مجتمعين.
وأوضح دومبروفسكيس أن الاتحاد الأوروبي يراقب بقلق تصريحات ترامب حول خططه التجارية، معتبرًا أن فرض هذه الرسوم غير مبرر وسيؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة، فضلًا عن التسبب في اضطرابات اقتصادية عالمية. وأضاف أن هناك مخاطر متزايدة لحدوث تفكك اقتصادي عالمي إذا ما تم تطبيق هذه الإجراءات التجارية الصارمة.
وأكد المسؤول الأوروبي أن الاتحاد يسعى إلى تجنب هذا السيناريو عبر تبني “نهج إيجابي” في التعامل مع الولايات المتحدة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن بروكسل لن تتردد في اتخاذ إجراءات مضادة إذا استدعى الأمر ذلك. وقال: “نحن مستعدون للرد بشكل حازم ومتناسب عند الضرورة من خلال فرض رسوم جمركية مضادة، وسنحمي شركاتنا وعمالنا ومستهلكينا من أي تداعيات اقتصادية سلبية”.
تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث تحاول بروكسل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية دون الدخول في مواجهة تجارية مباشرة مع واشنطن.
وكان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء عن عزمه رفع الرسوم الجمركية على الواردات القادمة من كندا والمكسيك إلى 45% اعتبارًا من أبريل المقبل. كما كشف عن خطط لفرض رسوم بنسبة 25% على المنتجات القادمة من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك السيارات، متهمًا بروكسل بتبني سياسات تجارية غير عادلة تجاه الولايات المتحدة.
وتعكس هذه التصريحات توجهًا تصعيديًا في العلاقات التجارية بين الطرفين، مما يثير المخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد العالمي، في وقت يعاني فيه النمو الاقتصادي من تبعات التضخم وتقلبات الأسواق المالية.
