أعلنت “كارفور الأردن“، التابعة لمجموعة “ماجد الفطيم” الإماراتية، عن تعليق عملياتها في الأردن واستبدال العلامة التجارية الفرنسية بأخرى جديدة تحت اسم “هايبر ماكس”، بدءًا من 4 نوفمبر 2024.
وأكدت “ماجد الفطيم”، صاحبة الامتياز الحصري لمتاجر “كارفور” في الشرق الأوسط، في بيان عبر البريد الإلكتروني، أن هذه الخطوة تأتي بعد مراجعة أعمالها بانتظام لضمان استجابتها لديناميكيات السوق المحلية.
وذكرت “ماجد الفطيم” أن “هايبر ماكس” تمثل سلسلة تجزئة للبقالة العربية، وتهدف لتلبية احتياجات المستهلكين الأردنيين من خلال توفير منتجات ذات مصدر محلي، ما يعكس استراتيجية جديدة تعتمد على التكيف مع تفضيلات السوق الأردنية.
وفيما لم تُفصح الشركة عن السبب الرسمي لإيقاف عمليات “كارفور” في الأردن، فقد جاء الإعلان في وقت شهدت فيه متاجر “كارفور” مقاطعة واسعة، بعدما دعا عدد من الناشطين الأردنيين إلى مقاطعة الشركات الغربية التي يُعتقد بأنها داعمة لإسرائيل.
أثار قرار تعليق نشاط “كارفور” في الأردن تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعاد مستخدمون نشر بيان الشركة على فيسبوك أكثر من 7000 مرة، مشيرين إلى أن حملة المقاطعة التي شهدتها متاجر الشركة في الشهور الأخيرة لعبت دورًا في هذا الإغلاق.
وفي هذا السياق، أوضح جمال الرفاعي، نائب رئيس غرفة تجارة الأردن، أن حملة المقاطعة ضد الكيانات الغربية والشركات المرتبطة بإسرائيل أعطت نتائج ملموسة، معتبرًا أن الشعب الأردني تمكن من إثبات موقفه الداعم للفلسطينيين بشكل واضح.
وقال الرفاعي إن الحملة أتاحت للمنتجات المحلية فرصة أكبر للنمو، حيث توجه المستهلكون نحو التجار المحليين والمحلات الأردنية التي قدمت بديلاً جيدًا من حيث الأسعار والجودة، مما عزز الاقتصاد الوطني.
من جهة أخرى، أكد أكرم قدورة، أحد كبار مستوردي المواد الغذائية في الأردن، أن حملة المقاطعة كانت بمبادرات فردية دون دعم أو توجيه من جهات رسمية.
وأضاف قدورة أن المستوردين الأردنيين حرصوا على توفير منتجات غير مشمولة في حملة المقاطعة لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات البديلة، مشيرًا إلى أن التحول في أنماط الشراء لدى الأردنيين شجع التجار على استيراد مواد تلبي هذه الاحتياجات.
يأتي هذا التغيير في سياق موجة من التوجهات الاستهلاكية الجديدة في الأردن، التي تسعى إلى تعزيز الاعتماد على المنتجات المحلية والعربية، وتجنب العلامات التجارية الأجنبية التي يُعتقد أنها تدعم الكيانات التي تؤثر سلبًا على الشعوب العربية.
وعلى الرغم من أن متحدثًا باسم “كارفور” رفض التعليق على قرار الإغلاق، فإن شركة “ماجد الفطيم” تستمر في تأكيد التزامها بتطوير قطاع التجزئة في الأردن بما يلائم الطلب المحلي المتزايد على المنتجات المحلية والمستدامة.