اكتشفت شركة “لوكارا دايموند كورب” الكندية ثاني أكبر ماسة في العالم، مما أدى إلى قفزة كبيرة في أسهم الشركة بنسبة 91%.
وارتفعت قيمتها السوقية من 40 مليون دولار إلى نحو 150 مليون دولار في فترة وجيزة، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” اللندنية.
تُعد هذه الماسة الجديدة أكبر اكتشاف من حيث جودة الأحجار الكريمة منذ اكتشاف ماسة “كولينان” قبل 120 عامًا في جنوب إفريقيا.
تم تقطيع ماسة “كولينان” لاستخدامها في صنع التاج البريطاني، مما أضفى عليها أهمية تاريخية كبيرة.
أما الماسة المكتشفة حديثًا في بوتسوانا، فتزن 2492 قيراطًا، ما يعادل نحو نصف كيلوغرام، وهو وزن استثنائي يجعلها واحدة من أكبر الماسات على الإطلاق.
جدير بالذكر أن بوتسوانا، الدولة الصغيرة في جنوب القارة الإفريقية، تُعتبر أكبر منتج للألماس في العالم، مما يعزز أهمية هذا الاكتشاف.
تعود قصة هذه الماسة إلى عام 1969 عندما اكتشفت شركة “دي بيرز”، وهي أكبر شركة لتعدين الماس في العالم، منجم “كيمبرليت إيه كيه 6” في شمال شرق بوتسوانا.
لكن في ذلك الوقت، لم تعترف “دي بيرز” بإمكانيات هذا المنجم، حيث اعتبرته صغيرًا ومنخفض الجودة.
ومع ذلك، تم إعادة تقييم المنجم عام 2003، وفي النهاية باعت “دي بيرز” حصة الأغلبية في مشروع منجم إيه كيه 6، والذي أصبح يعرف لاحقًا بمنجم كاروي، لشركة “لوكارا” عام 2009 مقابل 49 مليون دولار.
أوضح آدم لوندين، نجل لوكاس لوندين، أحد مؤسسي شركة “لوكارا” الراحلين، أن الشركة لم تكن تتوقع تحقيق اكتشافات كبيرة عندما بدأت تحليل المنجم، إلا أن النتائج جاءت مدهشة.
استحوذت “لوكارا” لاحقًا على بقية الأسهم واستثمرت 120 مليون دولار لتطوير المنجم، الذي بدأ الإنتاج فيه عام 2012.
حاليًا، يتم تخزين الماسة الضخمة في منشأة شديدة الحراسة في حديقة “تكنولوجيا الماس” في العاصمة جابورون، تحت مراقبة مستمرة من الشرطة والجيش.
وعلق ويليام لامب، المدير الإداري والرئيس التنفيذي لشركة “لوكارا” منذ عشر سنوات، قائلاً: “لقد أدركنا الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها هذا المورد، ولذلك اتخذنا جميع الإجراءات الأمنية اللازمة”.
ومن المنتظر أن يتم تسمية هذه الماسة الفريدة عبر مسابقة وطنية في بوتسوانا، وهو ما سبق أن فعلته شركة “لوكارا” عام 2019 عندما اكتشفت قطعة “سويلو” التي بلغ وزنها 1758 قيراطًا، حيث تم اختيار اسمها من خلال مسابقة، وكان الاسم يعني “اكتشاف نادر” باللغة المحلية.
تجدر الإشارة إلى أن صناعة الماس تشكل 80 % من الصادرات وثلث الإيرادات المالية في بوتسوانا.
وبحسب التقديرات، قد تصل قيمة هذه الماسة الضخمة إلى نحو 60 مليون دولار أميركي، مما يجعلها واحدة من أكثر الأحجار الكريمة قيمة في العالم.