في هجوم يبدو أنه معقد ومنظم عن بُعد، انفجرت أجهزة النداء الآلي”البيجر” المستخدمة من قبل مئات أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا بشكل شبه متزامن، يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، من بينهم طفلان، وإصابة الآلاف.
ذكر مسؤول أمريكي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بشأن العملية، التي تضمنت زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل الأجهزة، ثم تفجيرها عن بُعد.
فضل المسؤول عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بالحديث علنًا عن تفاصيل العملية.
حمّل حزب الله إسرائيل المسؤولية عن هذه الانفجارات التي استهدفت عددًا كبيرًا من الأفراد، مما يشير إلى أن العملية كانت معدة منذ فترة طويلة.
لم يتم الإفصاح عن كيفية تنفيذ الهجوم، ولا تزال التحقيقات جارية. من جانبها، امتنعت القوات الإسرائيلية عن التعليق.
لماذا استخدمت أجهزة النداء الآلي؟
حذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، أعضاء التنظيم من استخدام الهواتف المحمولة، إذ يُمكن استخدامها لتعقب تحركاتهم.
لذلك، يعتمد الحزب على أجهزة النداء الآلي للتواصل.
أفاد مسؤول في حزب الله لوكالة “أسوشيتد برس” أن الأجهزة المستخدمة “البيجر” في هذا الهجوم كانت من علامة تجارية جديدة لم يسبق للحزب استخدامها من قبل.
ولم يكشف المسؤول عن اسم العلامة التجارية أو المورد.
شركة “Gold Apollo” التايوانية صرحت أن علامة أجهزتها “AR-924” قد تم السماح باستخدامها من قبل شركة مقرها بودابست تدعى “BAC Consulting”، التي قامت بتصنيع وبيع هذه الأجهزة.
كيف انفجرت هذه الأجهزة؟
بالرغم من تأكيد مسؤول أمريكي أن الهجوم كان مخططًا من قبل إسرائيل، إلا أن هناك عدة نظريات حول كيفية تنفيذ العملية.
يعتقد الخبراء أن العملية تمت عن طريق زرع متفجرات صغيرة داخل الأجهزة قبل تسليمها إلى حزب الله، ومن ثم تم تفجيرها عن بُعد باستخدام إشارة راديو.
وفقًا للخبراء، “البطارية ربما كانت نصف متفجر ونصف بطارية فعلية”.
ويشير آخرون إلى أن أجهزة النداء الآلي تحتوي بالفعل على بعض مكونات القنبلة التقليدية، مثل البطارية وجهاز التشغيل، مما يسهل تحويلها إلى أداة تفجير.
مدى تعقيد العملية
تشير التقديرات إلى أن التخطيط لهذه العملية قد استغرق عدة أشهر إلى سنتين. تحتاج مثل هذه العمليات إلى جمع المعلومات الاستخباراتية وتطوير التكنولوجيا المتقدمة التي تم زرعها في الأجهزة.
وبحسب محللين، يبدو أن “البيجر” كانت تعمل بشكل طبيعي لمدة ستة أشهر قبل التفجير. ويُعتقد أن رسالة خطأ قد أُرسلت لجميع الأجهزة لتفعيل المتفجرات.
تداعيات الهجوم
أدى هذا الهجوم إلى مقتل عدد من أعضاء حزب الله، بمن فيهم ابن أحد أعضاء البرلمان. وأصدر الحزب بيانًا يحمّل فيه إسرائيل المسؤولية عن الهجوم، متوعدًا بالرد في الوقت المناسب.