شهد مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب29) المنعقد في باكو حضورًا بارزًا لشركات الطاقة الكبرى، ما أثار انتقادات واسعة من منظمات غير حكومية تخشى تأثيرها على المناقشات المناخية الحاسمة.
ووفقًا لتقديرات تحالف “كيك بيغ بوليوترز آوت”، بلغ عدد المشاركين المرتبطين بشركات الطاقة الأحفورية نحو 1770 شخصًا، مما أثار القلق بشأن توازن التمثيل في المؤتمر.
رئيس مجلس إدارة مجموعة “توتال إنرجي”، باتريك بويانيه، كان من بين الحضور، إلى جانب رؤساء شركات كبرى ووزراء طاقة ومستثمرين.
وبرغم تأكيد “توتال إنرجي” أن موظفيها لا يشاركون في المفاوضات بين الدول، فإن وجود هذه الشركات أثار التساؤلات حول مدى تأثيرها على القرارات النهائية.
وفي تحرك رمزي، استُقبل المشاركون في المؤتمر بأفعى عملاقة، ترمز إلى المصالح الأحفورية.
ونددت منظمة “باور شيفت أفريكا” بتأثير هذه المصالح، مطالبة بوضع حد لما وصفته بـ”الاستعمار الطاقي” لدول الجنوب.
فقد أثار تعيين سلطان الجابر رئيس مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي (ادنوك) الوطنية الإماراتية رئيسا لكوب28 في دبي العام الماضي انتقادات كثيرة حتى وإن صدر في ختام المؤتمر أول نداء للانخراط في التخلي تدريجا عن مصادر الطاقة الأحفورية.
وقال تحالف المنظمات غير الحكومية إن عددا قياسيا من الأشخاص المرتبطين بمصالح في قطاع الطاقة الأحفورية شاركوا فيه.
كما أعرب نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور عن قلقه من سيطرة قطاع الطاقة الأحفورية على مسارات مؤتمرات كوب.
وبينما اعتمدت الأمم المتحدة قواعد جديدة لزيادة الشفافية بشأن المشاركين وعلاقاتهم المالية، تستمر الانتقادات لتواجد شركات الطاقة ضمن الوفود الوطنية.
فمثلًا، ضم وفد اليابان شركة سوميتومو للفحم، فيما شاركت شركات كندية مثل سونكور وتورمالين لإنتاج النفط في الوفد الكندي.
مشاركة شركات كبرى مثل شيفرون وإكسون موبيل وشل أثارت مخاوف إضافية بشأن تأثيرها على المناقشات.
وفيما أكدت شركة “توتال إنرجي” أن وجودها يقتصر على النقاشات التقنية مثل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى حياد هذه الشركات في القضايا المتعلقة بالمناخ.
اختيار أذربيجان كمضيف للمؤتمر أثار بدوره الجدل، نظرًا لاعتمادها الكبير على قطاع المحروقات الذي وصفه الرئيس إلهام علييف بـ”هبة من الله”. ومع ذلك، يشير المراقبون إلى أهمية تطوير معايير دولية أكثر صرامة لضمان أن تسير مؤتمرات كوب في اتجاه يحقق الطموحات المناخية العالمية.
