خلال فترة رئاسته، اعتبر دونالد ترامب ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية دليلاً على نجاح سياساته الاقتصادية، لكن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، لم يعد الأمل الوحيد للأسواق.
بدأت المنافسة الديمقراطية، كامالا هاريس، في جذب انتباه وول ستريت، حيث سعت للحصول على دعم بعض أهم الشخصيات في هذا القطاع.
منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي في يوليو، حصلت هاريس على تأييد العديد من الشخصيات البارزة في وول ستريت.
إذ إن إدارة بايدن كانت تعارض عمليات الاندماج وتلقي باللوم على جشع الشركات في أزمة التضخم، مما دفع العديد من الشركات الكبرى إلى البحث عن صديق في هاريس، آملين أن تكون سياساتها أكثر اعتدالًا.
قال جيفري سونينفيلد، رئيس معهد القيادة التنفيذية بجامعة ييل، إن هاريس تتمتع بعلاقة أفضل مع وول ستريت مقارنة ببايدن.
وأضاف أنها كانت أكثر انفتاحًا على وادي السيليكون عندما كانت مدعية عامة وعضوة في مجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا.
نتيجة لذلك، بدأ كبار الشخصيات في وول ستريت بدعم حملتها، وهو ما كان تقليدياً يميل نحو مرشح الحزب الجمهوري.
في المؤتمر الوطني الديمقراطي، أيد كين شينولت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أميركان إكسبريس، هاريس بقوة، مشيرًا إلى أنها تدرك أهمية حكومة قوية لدعم الاقتصاد.
كما أكد أن سياساتها تختلف عن سياسات ترامب في ما يتعلق بالتعريفات الجمركية، التي قد تضر بالمستهلكين والشركات على حد سواء.
وقبل الكشف عن تفاصيل برنامجها الاقتصادي، أشار روجر ألتمان، رئيس مجلس إدارة “إيفركور”، إلى دعمه لهاريس، مؤكدًا أن حملتها ستحظى بتمويل جيد.
كما تبرع جوناثان جراي، رئيس شركة بلاكستون، بمبلغ كبير لحملتها، مع دعم إضافي من شخصيات مثل أليكس سوروس.
يرى سونينفيلد أن علاقة هاريس القوية مع وول ستريت نابعة من خطابها المعتدل ونهجها العادل تجاه الشركات عندما كانت مدعية عامة.
ورغم أن بعض المستثمرين يفضلون وعود ترامب بتخفيضات الضرائب لانه يؤثر على الأسهم الأميركية ، إلا أنهم يعترفون بأن سياساته قد تؤدي إلى عجز أكبر ورفع الأسعار، مما يزيد من الضغوط التضخمية.
تتمحور سياسات هاريس حول تقديم إعفاءات ضريبية للطبقة المتوسطة ومحاربة التلاعب بالأسعار، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الطلب ورفع الأسعار.
كما تعهدت هاريس برفع معدل ضريبة الشركات إلى 28%، ما أثار قلق بعض المستثمرين من تأثير ذلك على نمو الشركات الأميركية.
من جهة أخرى، يعتزم ترامب فرض تعريفات جمركية جديدة على الصين وشركاء تجاريين آخرين، ما قد يثير حربًا تجارية عالمية.
وقد أعرب المستثمرون عن قلقهم من هذا التوجه، مشيرين إلى أنه يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق.
أما في ما يتعلق باستقلالية بنك الاحتياط الفيدرالي، فقد تعهدت هاريس بالحفاظ على استقلاله، بعكس ترامب الذي حاول الضغط عليه لخفض أسعار الفائدة.
وأخيرًا، تربط هاريس علاقات جيدة مع بعض رجال الأعمال، حيث حضرت عدة اجتماعات مع مؤيدين بارزين، مما يعزز موقعها كمرشحة قادرة على كسب دعم وول ستريت في السباق الرئاسي.