أبدت دولة قطر اهتمامها بالاستثمار في قطاع الطاقة السوري، الذي شهد انهيارًا كبيرًا خلال العقد الماضي بسبب الحرب المستمرة.
يأتي ذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، حيث تسعى الدوحة لتعزيز دورها كلاعب رئيسي في إعادة إعمار البنية التحتية للطاقة في سوريا.
تدهور قطاع الطاقة السوري
عانى قطاع الطاقة السوري من أضرار جسيمة خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى انخفاض إنتاج النفط من نحو 400 ألف برميل يوميًا في 2010 إلى أقل من 25 ألف برميل يوميًا في السنوات الأخيرة.
كما تراجع إنتاج الغاز الطبيعي بشكل كبير، مما أثر سلبًا على توليد الكهرباء وتلبية الاحتياجات الصناعية والمنزلية.
وفي هذا السياق، صرّح قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، في 23 ديسمبر الجاري، أن قطر أبدت اهتمامها بالاستثمار في الطاقة السورية مستقبلًا.
جاء هذا التصريح عقب لقاء جمعه مع وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، الذي وصل إلى دمشق على متن أول رحلة للخطوط الجوية القطرية إلى مطار العاصمة السورية منذ سقوط النظام.
دعم قطري لإعادة الإعمار
ناقش الوفد القطري بقيادة الخليفي مع المسؤولين السوريين ملامح المرحلة الانتقالية وسبل إعادة بناء قطاع الطاقة والبنية التحتية.
وأكد الخليفي التزام قطر بدعم الشعب السوري واحترام سيادته دون تدخل خارجي. كما تناولت المحادثات تعزيز العلاقات الثنائية ودعم تشغيل مطار دمشق الدولي بكفاءة، إلى جانب تدريب الكوادر الفنية وتطوير أنظمة الملاحة الجوية وأبراج المراقبة.
مشاريع طاقة استراتيجية
تتطلب إعادة بناء قطاع الطاقة السوري استثمارات ضخمة تشمل:
- إعادة تأهيل حقول النفط والغاز: تطوير الحقول المتضررة لرفع الإنتاج.
- تعزيز شبكات النقل والتوزيع: إصلاح خطوط الأنابيب ومحطات التكرير.
- تطوير توليد الكهرباء: إنشاء محطات جديدة والاعتماد على الطاقة المتجددة.
- بناء القدرات البشرية: تدريب العاملين لإدارة المشاريع الحديثة.
خط الغاز “قطر – تركيا”
ومع سقوط نظام الأسد، عادت الآمال بشأن مشروع خط أنابيب الغاز “قطر – تركيا”، الذي يهدف إلى نقل الغاز القطري إلى أوروبا مرورًا بسوريا.
المشروع الذي رفضه النظام السوري سابقًا بسبب تحالفاته مع روسيا، يمكن أن يعيد تشكيل خريطة الطاقة الإقليمية، لكنه يتطلب استقرارًا سياسيًا وأمنيًا في المنطقة لتحقيقه.
تسعى قطر لدعم سوريا في مرحلة ما بعد الحرب من خلال استثمارات استراتيجية تسهم في إعادة إعمار قطاع الطاقة المتضرر.
ومع تغير الظروف السياسية، قد تلعب هذه الجهود دورًا كبيرًا في تحقيق نهضة شاملة لسوريا، شرط تجاوز التحديات الأمنية والسياسية القائمة.
