أعلنت شركة “دوروني إيروسبايس”، ومقرها في بومبانو بيتش بولاية فلوريدا الأمريكية، عن توقيع اتفاقية شراكة مع كيانات سعودية لتطوير وإنتاج طائرات صغيرة مخصصة للاستخدام الفردي، والقادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا.
ويأتي هذا التعاون في إطار جهود المملكة لتعزيز استثماراتها في مجال النقل الجوي المتقدم، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على عائدات النفط.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية، فإن المشروع الجديد سيشهد تصنيع هذه الطائرات داخل المملكة، حيث حصلت “دوروني إيروسبايس” على استثمار بقيمة 30 مليون دولار من شركة الصناعات الجوية السعودية، ما سيسرّع عملية تطوير طائرة جديدة ذات مقعدين، يمكن تخزينها داخل مرآب منزلي، مع توقعات بأن تكون جاهزة بحلول نهاية عام 2026.
وتتضمن الاتفاقية إطلاق مشروع مشترك لإنتاج طائرة “H1-X”، على أن تبدأ عمليات التصنيع بحلول عام 2027. وستتولى شركة الصناعات الجوية السعودية مسؤولية الإنتاج والتوزيع على المستوى العالمي، مما يمنح المملكة فرصة لتصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا في هذا المجال.
وأكد دورون ميردينغر، مؤسس “دوروني إيروسبايس” ورئيسها التنفيذي، أن هذه الشراكة ستوفر البنية التحتية اللازمة لتسويق الطائرة على نطاق واسع، مما يسهم في إدخال المملكة إلى سوق النقل الجوي المتقدم.
بدوره، صرّح آبي داتس، مدير التسويق وعلاقات الاستثمار في الشركة، لصحيفة “بيزنس جورنال”، أن الجانب السعودي كان يبحث عن شريك يمتلك خبرة عميقة في تقنيات الطيران الحديثة، بهدف نقل هذه المعرفة وتوطين صناعة الطائرات الفردية في المملكة.
وضمن إطار هذا التعاون، انضم إسماعيل كشكاش، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصناعات الجوية السعودية، إلى مجلس إدارة “دوروني إيروسبايس”، لتعزيز التنسيق والتكامل بين الجانبين.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التوجه السعودي المتزايد للاستثمار في التكنولوجيا المتطورة، لا سيما في قطاع النقل الجوي، حيث تسعى المملكة إلى تطوير أنظمة نقل مستدامة وعالية الكفاءة.
وتعد الطائرات الفردية القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا جزءًا من التوجه العالمي نحو حلول النقل الجوي الحضري، التي من المتوقع أن تحدث تحولًا كبيرًا في مستقبل التنقل الشخصي.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الشراكة قد تفتح آفاقًا واسعة أمام قطاع الطيران السعودي، ليس فقط في مجال تصنيع الطائرات المتطورة، ولكن أيضًا في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذا النوع من وسائل النقل.
كما أن تبني هذه التقنية قد يسهم في تقليل الازدحام المروري داخل المدن الكبرى، وتعزيز قطاع السياحة من خلال توفير خيارات نقل جديدة وسريعة.
ويعكس هذا التعاون مدى التزام السعودية بتعزيز الابتكار في قطاع الطيران، وهو ما قد يجعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق الطائرات الكهربائية الحديثة خلال السنوات المقبلة، خاصة مع دعم حكومي قوي واستثمارات متزايدة في التقنيات المستقبلية.
