وصف الرئيس اللبناني، جوزاف عون، العلاقات اللبنانية-السعودية بـ”التاريخية”، مشيراً إلى أن المملكة أصبحت منصة للسلام العالمي ومفتاحاً لإطلالة المنطقة على العالم. وفي تصريح له، قال عون إنه اختار السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى بعد انتخابه رئيساً للبنان.
وأشار الرئيس اللبناني إلى الدور الحيوي الذي تلعبه السعودية على الساحة الدولية، مبرزًا مثالاً حديثاً يتمثل في استضافة المملكة لأول اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف. كما ذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، كان قد صرح في وقت سابق عن إمكانية عقد أول لقاء بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المملكة قريباً.
دعم الجيش اللبناني والمساعدات السعودية
ركز الرئيس عون في حديثه على جوانب عديدة من العلاقة بين لبنان والسعودية، مشيراً إلى دعم المملكة المستمر للجيش اللبناني. وقال عون إنه، بصفته قائدًا للجيش سابقًا، كان قد التقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لبحث احتياجات الجيش اللبناني. كما نوه إلى الدور الكبير الذي لعبته السعودية في احتضان اللبنانيين في الأوقات الصعبة، مشددًا على ضرورة تصويب العلاقة بين البلدين بما يعود بالنفع على الجانبين.
كما استذكر الرئيس جوزاف عون التاريخ العميق للعلاقات بين لبنان والسعودية، قائلاً إن العلاقات تعود إلى أيام الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، مشيرًا إلى العلاقة الأدبية بين المؤسس اللبناني أمين الريحاني والملك عبد العزيز. ولفت إلى احتفال الرياض مؤخرًا بالذكرى المئوية للريحاني، بالإضافة إلى العلاقات التاريخية مع البطريركية المارونية، والتي تمثل جزءًا أساسيًا من العلاقة بين البلدين.
لبنان ورؤية السعودية 2030
أوضح الرئيس عون تطلعه إلى أن يكون لبنان جزءاً من “رؤية السعودية 2030″، مؤكدًا أنه يأمل في تشكيل لجنة ثنائية بين البلدين لمتابعة القضايا الاقتصادية والسياحية والأمنية والتجارية والمالية. وأضاف أنه يطمح إلى تعزيز العلاقات بين لبنان والسعودية في مختلف المجالات، بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة لتطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة، الرياضة، والترفيه، مع تقليص الاعتماد على النفط.
وأشار إلى أن لبنان يواجه العديد من التحديات الاقتصادية، ولكنه يتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية في إطار رؤية المملكة 2030.
الإصلاحات والمساعدات الدولية
فيما يتعلق بالإصلاحات الداخلية، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن جميع الأطراف طالبوا بتنفيذ إصلاحات، معربًا عن استعداده لتحقيق تلك الإصلاحات، ولكن مع ضرورة أن ترافقها إعادة إعمار للبنان. وأضاف أن هذا أمر مستعجل، ويجب أن يترجم إلى خطوات ملموسة في المستقبل القريب.
أبرز ما جاء في مقابلة الرئيس اللبناني جوزاف عون:
- القضايا الأكثر إلحاحاً مع سوريا تتعلق بضبط الحدود وعودة النازحين السوريين.
- يطمح إلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل مع كافة الدول.
- أكد التزامه بحماية أموال المودعين، قائلاً إن هذا حق طبيعي.
- أشار إلى أهمية بناء الدولة اللبنانية مع الحفاظ على مفهوم السيادة الوطنية، بما في ذلك حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة.
- أكد أن إعادة الإعمار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 يشكلان أولوية لبنانية.
- أشار إلى أن حوالي 90% من المساعدات المالية والتدريبية واللوجستية للجيش اللبناني تأتي من الولايات المتحدة.
- أكد أهمية العلاقة مع أميركا نظرًا لوضعها البارز على المسرح العالمي.
- شدد على ضرورة أن تكون الصداقة الإيرانية مع جميع اللبنانيين والعكس صحيح.
- رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أكد أن الجيش اللبناني يواصل أداء واجبه بكفاءة، رغم تراجع الرواتب بشكل حاد، حيث كانت الرواتب قد انخفضت من 1200 دولار إلى 230 دولارًا فقط في الوقت الحالي.
