كشف تقرير أعدته شركة تشيكاتريد العاملة في مجال توفير الحرفيين أن بريطانيا تعاني من نقص حاد في الحرفيين المهرة، مما يهدد الطموحات المتعلقة بالإسكان.
وأوضح التقرير أن ثمة حاجة ملحة لتوظيف 1.3 مليون عامل ماهر و350 ألف متدرب، على مدار العقد المقبل، لتحقيق أهداف الحكومة والطلبات المتزايدة في صناعات البناء وتحسين المنازل والإصلاحات، وفقا لوكالة “بي إيه ميديا” البريطانية.
وأشار التقرير إلى أنه مع تحسن الاقتصاد وانخفاض أسعار الفائدة وتسريع عمليات التخطيط، من المتوقع أن ينمو قطاع تحسين المنازل والإصلاح بنسبة 40% خلال العقد المقبل.
وبحسبب تقرير الشركة فإن هذا النمو الواعد معرض للخطر بسبب العجز الشديد في العمالة الماهرة، والذي تفاقم بسبب ارتفاع سن القوة العاملة، حيث يزيد عمر أكثر من ثلث العمال الحاليين على 50 عاما ويخطط العديد منهم للتقاعد في غضون العقد المقبل.
ولمواجهة التقاعد، سيحتاج القطاع إلى توظيف 377 ألف عامل جديد، بالإضافة إلى 734 ألفا آخرين لتلبية الطلب الحالي في قطاعات تحسين المنازل والإصلاح والبناء، وفقا لما هو متوقع.
كما كشف التقرير أن 85% من الشركات تواجه صعوبة في توظيف العمال المهرة، خاصة في مجالات البناء، الهندسة، والرعاية الصحية.
أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن هناك ما يقرب من 1.1 مليون وظيفة شاغرة في الربع الثاني من عام 2024، وهو ما يمثل أعلى نسبة منذ أكثر من عقد.
كما أن عدد الوظائف الشاغرة في قطاع البناء وصل إلى 49 ألف وظيفة، مع نقص شديد في الحرفيين مثل الكهربائيين والنجارين والسباكين.
تفاقمت الأزمة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أدت سياسات الهجرة المشددة إلى تراجع عدد العمال المهاجرين المؤهلين.
وأشار تقرير صادر عن بنك إنجلترا إلى أن نقص العمالة الماهرة يؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي، وقد يسهم في زيادة تكاليف المشاريع الكبيرة وتأخير تنفيذها.
ويحذر الخبراء من أن استمرار هذه الأزمة دون حلول فعالة سيؤدي إلى مزيد من الضغط على الاقتصاد البريطاني في المستقبل القريب.
وشكل هذا الملف محور خطط كل الأحزاب السياسية التي وعدت بتقليص أعدادهم، وأربك تقلص أعداد المهاجرين النظاميين وغير النظاميين المشهد.
وكشف عن أزمة ربما تهدد استقرار النظام الصحي في بريطانيا إن لم تتدارك باكرا.