شهدت منطقة اليورو ارتفاعًا طفيفًا في معدل البطالة خلال ديسمبر 2024، حيث وصل إلى 6.3% مقارنة بـ6.2% في نوفمبر، وفقًا للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء الأوروبية “يوروستات”.
وجاء هذا الارتفاع متوافقًا مع توقعات المحللين الذين استطلعت منصة “Trading Economics” آراءهم، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في سوق العمل، رغم استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه القارة الأوروبية.
وعلى الرغم من الزيادة الشهرية في معدل البطالة، فإن المقارنة السنوية تظهر تحسنًا طفيفًا، حيث كان المعدل عند 6.5% في ديسمبر 2023.
ومع ذلك، فإن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بمقدار 96 ألف شخص خلال ديسمبر 2024، ليصل إجمالي عدد العاطلين إلى 10.83 مليون شخص، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
هذه الأرقام تعكس الضغوط التي يواجهها سوق العمل الأوروبي في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم التي تؤثر على الشركات والقطاعات الإنتاجية المختلفة.
فيما يتعلق بفئة الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، فقد سجل معدل البطالة انخفاضًا طفيفًا، حيث بلغ 14.8% في ديسمبر 2024، مقارنة بـ14.9% في نوفمبر.
ورغم هذا التحسن الطفيف، لا يزال معدل البطالة بين الشباب مرتفعًا مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، مما يشير إلى استمرار التحديات أمام دخول الشباب إلى سوق العمل.
أما على مستوى أكبر اقتصادات منطقة اليورو، فقد سجلت ألمانيا أدنى معدل بطالة عند 3.4%، وهو نفس المستوى الذي سجلته في الشهر السابق، مما يعكس استقرار سوق العمل الألماني رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
في المقابل، استمرت إسبانيا في تسجيل أعلى معدل بطالة بين دول منطقة اليورو، حيث بلغ 10.6% في ديسمبر، مقارنة بـ10.7% في نوفمبر، ما يشير إلى استمرار معاناة الاقتصاد الإسباني من مشاكل هيكلية في سوق العمل.
في فرنسا، ارتفع معدل البطالة بمقدار 0.1 نقطة مئوية ليصل إلى 7.8%، ما يعكس الضغوط الاقتصادية التي تؤثر على الوظائف في البلاد.
أما في إيطاليا، فقد شهد المعدل زيادة أكبر، حيث ارتفع بمقدار 0.3 نقطة مئوية ليصل إلى 6.2%، وهو ما يشير إلى تزايد التحديات التي تواجه الاقتصاد الإيطالي في ظل ضعف النمو والاستثمارات.
على مستوى الاتحاد الأوروبي ككل، ارتفع معدل البطالة إلى 5.9% في ديسمبر 2024، مقارنة بـ5.8% في نوفمبر. وعلى الرغم من هذا الارتفاع الشهري، فإن المقارنة السنوية تُظهر تحسنًا طفيفًا، حيث كان معدل البطالة عند 6% في ديسمبر 2023.
ومع ذلك، فإن استمرار التذبذب في معدلات البطالة يعكس حالة عدم اليقين التي تواجه سوق العمل الأوروبي، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية والسياسات المالية التي تتبناها الحكومات لمواجهة التحديات الراهنة.
يبدو أن سوق العمل الأوروبي يواجه تحديات مستمرة تتطلب جهودًا كبيرة من الحكومات والشركات لتعزيز التوظيف والاستثمار في قطاعات توفر فرص عمل مستدامة.
وبينما تسعى الدول الكبرى في منطقة اليورو إلى تقليل معدلات البطالة من خلال دعم الابتكار وريادة الأعمال، لا تزال هناك حاجة إلى سياسات أكثر فاعلية لمعالجة الفجوات في سوق العمل وضمان استقرار اقتصادي مستدام في المستقبل.
