بلغت قيمة الأسهم المدرجة في أسواق الإمارات العربية المتحدة أكثر من تريليون دولار لأول مرة في تاريخها، مدفوعة بنمو الشركات المرتبطة بالشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إلى جانب موجة من الطروحات العامة الأولية.
الشركات المرتبطة بالشيخ طحنون، الذي يشغل منصب نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات وشقيق رئيس الدولة، تمثل أكثر من ثلث القيمة الإجمالية للسوق. ويعد هذا الإنجاز بمثابة خطوة بارزة نحو تعزيز مكانة الإمارات كقوة اقتصادية عالمية.
إسهامات الشيخ طحنون في السوق
الشيخ طحنون يقود إمبراطورية مالية تقدر بـ 1.5 تريليون دولار، تتضمن شركة “إنترناشيونال هولدينج”، التي يرأس مجلس إدارتها. وتعد الشركة أكبر شركة عامة في الإمارات، حيث شهدت أسهمها قفزة هائلة بنسبة تفوق 43,000% خلال السنوات الماضية، لتصل قيمتها السوقية إلى حوالي 250 مليار دولار، أي ما يعادل ربع إجمالي قيمة السوق الإماراتية.
“إنترناشيونال هولدينج”، التي بدأت كشركة زراعية صغيرة، باتت رمزًا للتنوع الاقتصادي للإمارات. تستثمر الشركة في مجموعة واسعة من المجالات، بدءًا من خطوط الموضة مثل “ريهانا”، مرورًا بمشاريع الفضاء مع “سبيس إكس” التابعة لإيلون ماسك، وصولاً إلى تطوير العقارات مع شركة “الدار العقارية”، أكبر مطور عقاري في أبوظبي.
إلى جانب ذلك، يرأس الشيخ طحنون أيضًا مجلس إدارة بنك أبوظبي الأول، الذي يشكل مع “إنترناشيونال هولدينج” أكثر من 50% من مؤشر “فوتسي ADX العام” في سوق أبوظبي.
السعي لجذب الاستثمارات الدولية
يعد هذا الإنجاز جزءًا من رؤية طموحة لعائلة آل نهيان الحاكمة، التي تهدف إلى تحويل أبوظبي إلى مركز مالي عالمي. ويُتوقع أن تجذب هذه القفزة في القيمة السوقية رؤوس أموال دولية وتشجع المستثمرين المحليين على تعزيز استثماراتهم داخل البلاد.
كما ساهمت موجة من الطروحات الجديدة في الوصول إلى هذا الإنجاز. فمنذ عام 2021، شهدت الإمارات طفرة في إدراج الشركات في أسواقها، مما يعكس جهود الحكومة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
استمرار الزخم الاقتصادي
يشير المحللون إلى أن الإمارات تخطط لمزيد من الطروحات العامة، بما في ذلك إدراج شركات بارزة مثل شركة الاتحاد للطيران ووحدة “طلبات” التابعة لـ “دليفري هيرو”، وشركة الخدمات التقنية “ألفا داتا”.
وعلى الرغم من التوترات الإقليمية، يواصل مؤشر سوق دبي المالي التداول بالقرب من أعلى مستوياته منذ عام 2014، مدعومًا بالنمو الاقتصادي والسكاني. كما سجل المؤشر مكاسب بنسبة 17% هذا العام، متصدراً أسواق الخليج، بينما تتداول أسهم أبوظبي بانخفاض طفيف بنسبة 1.4%.
بهذا الإنجاز، يثبت الشيخ طحنون بن زايد دوره المحوري في دفع عجلة التحول الاقتصادي للإمارات، وتحقيق طموحاتها لتصبح لاعبًا رئيسيًا في الأسواق المالية العالمية.