كشفت تقارير إعلامية بأن بريطانيا على حافة نقص حاد في مشروب “البيرة أو الجعة” الكحولي، بعد أن حاصرتها الظروف الجوية السيئة.
حيث من المتوقع أن تشهد بريطانيا أحد أسوأ مواسم الحصاد على الإطلاق، بعد أن غمرت مياه الأمطار الأراضي الزراعية.
ويقول المزارعون إنهم يعيشون كابوسا، فمحاصيل القمح ستنخفض هذا العام بنحو الخمس.
ويخشى خبراء الصناعة من حدوث نقص في بيرة القمح والخبز والحبوب، والاعتماد المفرط على الواردات الأجنبية.
ويتوقع الخبراء أن تواجه إنجلترا هذا العام أحد أسوأ مواسم الحصاد، منذ بدء تسجيلها بشكل مفصل في عام 1983. ويواجه باقي أنحاء المملكة المتحدة وضعا مماثلا. وبدأت المشكلة مع هطول الأمطار القياسية في الشتاء الماضي.
ومن المتوقع أن يبلغ حصاد القمح في المملكة المتحدة ما بين 10 إلى 12 مليون طن، بانخفاض 18 في المائة عن عام 2023.
وفي منطقة ميدلاندز ، تم التخلص من آلاف الأطنان من القمح التي أصيبت بفطريات في الحقول الرطبة. وحذرت حملة “من أجل البيرة الحقيقية” من إغلاق الحانات إذا ابتعد عنها الزبائن الذين لديهم خيارات أقل.
وتعد البيرة أو الجعة من أشهر المشروبات الكحولية في بريطانيا، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة البريطانية والحياة الاجتماعية.
منذ قرون طويلة، ارتبطت البيرة بالحانات والجلسات الاجتماعية، حيث يشكل هذا المشروب تقليدًا راسخًا يجذب الملايين من الناس للاستمتاع به في المناسبات اليومية والاحتفالية على حد سواء.
وتعتبر الحانات البريطانية من معالم البلاد السياحية، إذ يزورها السكان المحليون والسياح لتذوق الأنواع المختلفة من البيرة المحلية.
من الناحية الاقتصادية، تلعب البيرة دورًا مهمًا في اقتصاد المملكة المتحدة.
تعتبر صناعة البيرة جزءًا كبيرًا من قطاع المشروبات الكحولية، حيث توفر آلاف الوظائف، ليس فقط في صناعة المشروبات، ولكن أيضًا في الزراعة، والتوزيع، والتسويق.
وتشير التقديرات إلى أن المملكة المتحدة تنتج ما يقارب 40 مليون هكتولتر من البيرة سنويًا، لتكون بذلك واحدة من أكبر أسواق البيرة في أوروبا.
يتوقع أن يتراوح حصاد القمح هذا العام في المملكة المتحدة ما بين 10 إلى 12 مليون طن، بانخفاض حوالي 18% عن العام الماضي، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الصناعة ويزيد من احتمالية حدوث نقص في بيرة القمح.
إذا استمرت الأوضاع في التدهور، قد تجد بريطانيا نفسها في موقف صعب يعتمد فيه السوق المحلي بشكل أكبر على الواردات الأجنبية لتلبية الطلب، وهو ما قد يؤثر على الأسعار وعلى استمرارية عمل العديد من الحانات والمصانع المحلية.
كما أن حملة “من أجل البيرة الحقيقية” حذرت من أن نقص البيرة قد يؤدي إلى إغلاق عدد كبير من الحانات، حيث أن المستهلكين قد يبتعدون عن زيارة الحانات التي لن تتمكن من تقديم خيارات متنوعة من البيرة.
هذا الانخفاض في الإنتاج المحلي من البيرة، إذا لم يتم التعامل معه بفعالية، قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الواردات ورفع الأسعار بشكل يؤثر سلبًا على استهلاك المشروب التقليدي، مهددًا بذلك الصناعة التراثية والثقافية.