في تعاملات اليوم الإثنين، شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تراجع الطلب على “الذهب الأسود” من قبل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
هذه المخاوف جاءت على خلفية بيانات اقتصادية ضعيفة تشير إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني، مما أثر بشكل مباشر على توقعات الطلب العالمي على النفط.
تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.67% لتستقر عند 76.14 دولار للبرميل.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام “برنت”، وهو المعيار العالمي لأسعار النفط، بنسبة 0.51% لتسجل 79.27 دولار للبرميل.
هذه الانخفاضات تأتي بعد تراجع بنحو 2% يوم الجمعة الماضي، حيث قام المستثمرون بتقليص توقعاتهم لنمو الطلب في الصين.
ورغم أن العقود الآجلة للنفط أنهت الأسبوع الماضي دون تغيير يُذكر عن الأسبوع السابق، إلا أن التداولات الأخيرة عكست القلق المتزايد بشأن الاقتصاد الصيني.
وقد أنهت عقود النفط تداولات يوم الجمعة الماضي على انخفاض، حيث سجل خام “برنت” قراءة دون مستوى 80 دولارًا للبرميل، وهو مستوى يُعتبر حساسًا من الناحية الاقتصادية والسياسية.
البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين يوم الخميس الماضي أظهرت بوضوح أن الاقتصاد الصيني فقد زخمه في شهر يوليو.
على سبيل المثال، سجلت أسعار المنازل الجديدة في الصين انخفاضًا بأسرع وتيرة لها منذ 9 سنوات، وهو ما يعكس تراجعًا في الطلب الداخلي.
كما أظهرت البيانات تباطؤًا في الإنتاج الصناعي وارتفاعًا في معدلات البطالة.
تلك المؤشرات الاقتصادية الضعيفة أثارت مخاوف التجار والمستثمرين في الأسواق العالمية بشأن تراجع الطلب على النفط من الصين.
يُذكر أن الصين تعد واحدة من أكبر مستهلكي النفط في العالم، وبالتالي أي تراجع في طلبها على الطاقة يؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية وعلى أسعار النفط.
بالفعل، خفضت مصافي التكرير في الصين بشكل حاد معدلات معالجة الخام في الشهر الماضي نتيجة للطلب الفاتر على الوقود.
في ظل هذه التطورات، قامت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” في وقت سابق بخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024.
هذه الخطوة جاءت لتعكس التحديات التي تواجه الأسواق العالمية، خاصة في ظل البيانات المخيبة للآمال من الصين.
أوبك أشارت في تقريرها الأسبوع الماضي إلى أن واردات النفط الصينية كانت أقل من المتوقع، مما يعزز المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي.
ورغم أن خطوة أوبك في خفض التوقعات ساهمت في تهدئة بعض المخاوف المتعلقة بمخاطر العرض، إلا أن التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط لا تزال تلقي بظلالها على الأسواق.
المنطقة الغنية بالنفط شهدت تصاعدًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، مع تهديدات إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني بتوجيه ضربات انتقامية لإسرائيل.
هذه التوترات تزيد من احتمالات تعطل الإمدادات النفطية من المنطقة، وهو ما قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار.