تستعد السعودية لافتتاح محادثات برعاية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الأسبوع المقبل، بهدف تعزيز جهودها البيئية رغم الانتقادات الموجهة لها كأكبر مصدر للنفط في العالم. ستُعقد الدورة الـ16 لمؤتمر أطراف الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر (كوب 16) في الرياض، وسط تحديات متزايدة لاستصلاح الأراضي المتدهورة.
أهداف المؤتمر واستراتيجيات السعودية
وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الحدث بأنه “لحظة حاسمة” لمعالجة مشكلات الجفاف والتدهور البيئي. ويأتي ذلك بعد تعهد الدول خلال مؤتمر ساحل العاج قبل عامين باستصلاح مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030. مع ذلك، يهدف الاتفاق الحالي إلى استصلاح 1.5 مليار هكتار بحلول نهاية العقد.
بدورها، تخطط السعودية لاستصلاح 40 مليون هكتار من أراضيها المتدهورة، مستهدفة التخفيف من تأثيرات التصحر الذي يعد تحديًا طبيعيًا بالنظر إلى مناخها الصحراوي. وحتى الآن، نجحت المملكة في استعادة 240 ألف هكتار.
التصحر والأمن العالمي
قال إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إن فقدان 40% من الأراضي عالميًا يهدد الأمن الغذائي ويؤدي إلى زيادة الهجرة. وأضاف أن التصحر ليس مشكلة إقليمية فحسب، بل له أبعاد عالمية، مشيرًا إلى أن “الأمن العالمي على المحك”.
من جانبه، أكد وكيل وزارة البيئة السعودي، أسامة فقيها، أهمية رفع الوعي العالمي بخطورة تدهور الأراضي، مشيرًا إلى أن هذا التحدي يتطلب استجابات عالمية فعالة.
الجدل حول دور السعودية في المناخ
تتعرض السعودية لانتقادات بسبب دورها في دعم الوقود الأحفوري، الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ. ومع ذلك، يرى خبراء أن تعرضها للتصحر يمنحها مصداقية للمشاركة في هذه المحادثات كدولة تسعى لحلول بيئية مبتكرة.
مشاركة دولية واسعة
من المتوقع أن يشارك آلاف المندوبين في المؤتمر، بما في ذلك نحو 100 وزير. كما سيحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة “المياه الواحدة” التي ستُعقد على هامش المؤتمر.
يهدف المؤتمر إلى تحقيق مشاركة واسعة من المجتمع المدني، حيث ستُقام ندوات وجلسات حوارية تتيح لجميع الأطراف مناقشة القضايا البيئية بصورة بنّاءة.
يشكل هذا المؤتمر فرصة للسعودية لإبراز دورها كقائد في مواجهة التحديات البيئية العالمية، رغم الجدل المحيط بمساهماتها في تغير المناخ.