ارتفعت صادرات المملكة العربية السعودية من النفط الخام خلال شهر سبتمبر 2024 بعد ثلاثة أشهر من التراجع المتواصل. ووفقاً لبيانات مبادرة البيانات المشتركة “جودي” الصادرة اليوم الاثنين، بلغت صادرات النفط الخام السعودية 5.751 مليون برميل يومياً، مسجلة زيادة قدرها 80 ألف برميل يومياً مقارنة بشهر أغسطس، الذي بلغت فيه الصادرات 5.671 مليون برميل يومياً.
صادرات الخام والمنتجات النفطية
هذا المستوى يمثل أعلى معدل لصادرات النفط الخام في ثلاثة أشهر، بعد أن سجلت المملكة 5.741 مليون برميل يومياً في يوليو/تموز و6.047 مليون برميل يومياً في يونيو/حزيران. وعلى الرغم من هذه الزيادة، سجلت صادرات الخام انخفاضاً طفيفاً على أساس سنوي مقارنة بنفس الشهر من عام 2023، حيث كانت تبلغ حينها 5.754 مليون برميل يومياً.
في المقابل، قفزت صادرات السعودية من المنتجات النفطية خلال سبتمبر/أيلول إلى أعلى مستوى لها منذ 17 شهراً، حيث بلغت 1.544 مليون برميل يومياً، وهو الأعلى منذ أبريل/نيسان 2023 عندما وصلت إلى 1.547 مليون برميل يومياً.
زيادة إجمالي الصادرات
وبشمول صادرات الخام والمنتجات النفطية، ارتفع إجمالي صادرات المملكة خلال شهر سبتمبر/أيلول بنسبة 3.28% على أساس سنوي، ليصل إلى 7.295 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ7.063 مليون برميل يومياً في الشهر ذاته من العام الماضي. كما شهدت الصادرات ارتفاعاً شهرياً، حيث كانت تبلغ 6.925 مليون برميل يومياً في أغسطس/آب.
إنتاج النفط الخام
على الرغم من الزيادة في الصادرات، انخفض إنتاج السعودية من النفط الخام بشكل طفيف خلال سبتمبر/أيلول بمقدار 17 ألف برميل يومياً ليصل إلى 8.98 مليون برميل يومياً. يعكس هذا الانخفاض التزام المملكة بسياسات ضبط الإنتاج المتفق عليها ضمن تحالف “أوبك+” لدعم استقرار السوق العالمية.
تحليل الوضع الحالي
تأتي هذه الزيادة في صادرات الخام والمنتجات النفطية وسط تقلبات السوق العالمية واستمرار الطلب على الطاقة. وتسعى المملكة إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على حصتها السوقية ودعم استقرار الأسعار العالمية.
كما تعكس قفزة صادرات المنتجات النفطية جهود السعودية في تنويع مصادر الإيرادات النفطية وتعزيز القيمة المضافة من خلال زيادة صادرات المنتجات المكررة. هذه السياسة تسهم في تحقيق أهداف المملكة الاقتصادية ضمن رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط الخام كمصدر رئيسي للإيرادات.
تمثل هذه الأرقام دلالة على مرونة السعودية في إدارة صادراتها النفطية بما يتماشى مع المتغيرات العالمية. وفي ظل الجهود المستمرة لضبط الإنتاج وزيادة صادرات المنتجات النفطية، يبدو أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق استقرار في أسواق النفط وتعزيز مكانتها كأحد أكبر مصدري النفط في العالم.