أشار تقرير “مستقبل الوظائف 2025” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرات جوهرية في سوق العمل العالمي بحلول عام 2030.
إذ أفادت الدراسة أن أكثر من 40% من أصحاب العمل يخططون لتقليص حجم قوتهم العاملة نتيجة للتطورات التكنولوجية المتسارعة والقدرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي.
التقرير، الذي شمل مئات الشركات الكبرى حول العالم، كشف عن توقعات بفقدان 92 مليون وظيفة للبشر خلال العقد الحالي، إلا أنه في الوقت ذاته توقع خلق 170 مليون وظيفة جديدة في مجالات مبتكرة، مما يعكس ازدواجية التأثير.
وأوضح التقرير أن الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والأمن السيبراني ستكون من بين الأكثر طلباً في المستقبل، في حين ستشهد وظائف مثل موظفي الخدمة والسكرتيرات التنفيذيات ومصممي الغرافيك تراجعاً كبيراً.
مع ذلك، فإن الشركات لا تتجه نحو استبدال الإنسان كلياً، بل تعمل على تعزيز التعاون بين الإنسان والآلة. حيث أشار التقرير إلى أن 77% من الشركات تخطط لإعادة تأهيل وتدريب موظفيها الحاليين بين عامي 2025 و2030 لمواكبة التحولات التكنولوجية.
وأكد المنتدى أن التقدم في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطاقة المتجددة سيؤدي إلى زيادة الطلب على الاختصاصات المرتبطة بهذه المجالات.
كما أشار التقرير إلى أهمية المهارات التي تركز على الإنسان مثل التفكير الإبداعي، حيث ستظل هذه المهارات ركيزة أساسية للتميّز في سوق العمل الذي يشهد تحولات مستمرة.
وفي حين أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديداً لبعض الوظائف التقليدية، فإن له إمكانات كبيرة في تعزيز الإنتاجية البشرية بدلاً من استبدالها كلياً.
هذه التحولات تسلط الضوء على الحاجة إلى تبني نهج استباقي يوازن بين استغلال التكنولوجيا وتطوير المهارات البشرية لضمان تحقيق الاستدامة والتقدم في سوق العمل.