سجلت البورصة السعودية أمس الأربعاء أدنى قيم تداول يومية منذ فبراير 2023، متأثرة بعطلة عيد الميلاد في الأسواق العالمية.
وتراجعت قيم التعاملات بنسبة 55% عن المتوسط اليومي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بالتزامن مع غياب المستثمرين الأجانب الذين استحوذوا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة على أكثر من ربع قيم تداولات الأسهم.
ترقب أداء الأسهم القيادية
مع عودة الأجانب تدريجياً بعد موسم الإجازات، تترقب السوق اليوم الخميس أداء الأسهم القيادية.
رغم التراجع الأخير، أشار أحمد الرشيد، المحلل في صحيفة “الاقتصادية”، إلى أن الأداء العام كان إيجابياً، إلا أن انخفاض سهم أرامكو أثّر بشكل كبير على المؤشر الرئيسي. وأضاف أن التداولات قد لا تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في المدى القريب.
البنوك تحت الضغط
أسهم البنوك السعودية تعاني من ضغط حالة الترقب لسياسة أسعار الفائدة. وأشار هشام أبو جامع، الرئيس التنفيذي لشركة “تقنيات مكيال المالية”، إلى أن الأداء الحالي للبنوك لا يعكس الواقع الاقتصادي، رغم الإقبال المتزايد على التمويل في ظل توجهات خفض الفائدة. تتداول البنوك عند مكررات ربحية بواقع 12 مرة، وهي الأدنى بين قطاعات السوق.
زيادة رأسمال “الإعادة السعودية”
من بين الأسهم التي تستحوذ على الأنظار اليوم، سهم شركة “الإعادة السعودية”، التي أعلنت عن بدء اكتتاب زيادة رأس المال بنسبة 30% لصالح صندوق الاستثمارات العامة. كما تم تعيين ممثلين للصندوق السيادي السعودي في مجلس الإدارة.
نشاط الاكتتابات ينعش السوق
السوق السعودية شهدت خلال الأسبوع موافقات هيئة السوق المالية على عدة اكتتابات، أبرزها طرح 9% من أسهم شركة “أم القرى للتنمية والإعمار”، و45% من رأسمال شركة “إجادة للنظم” التابعة لمصرف الراجحي، إضافة إلى طلب شركة “أكوا باور” لزيادة رأسمالها بنحو 7.1 مليار ريال.
تحديات محلية ودولية
يرى محمد الميموني، مستشار مالي، أن السوق تحتاج إلى محفزات قوية لضخ سيولة جديدة، قد تأتي من صناديق الاستثمار التي كشفت عنها “هيئة السوق المالية”.
في الوقت نفسه، تتأثر السوق بتراجع الصادرات النفطية وتباطؤ الاقتصاد العالمي، حيث أعلنت الصين، أكبر شريك تجاري للسعودية، عن تثبيت أسعار الفائدة الرئيسية.
تفاعل متوقع مع “كأس الخليج”
قطاع العقارات والبناء قد يشهد تحركات إيجابية اليوم بالتزامن مع الإعلان المتوقع عن استضافة السعودية لبطولة “كأس الخليج” 2026، وهو ما قد يدعم نشاطاً إضافياً في قطاعات التشييد والسياحة.
بينما تتسم الأوضاع في السوق بالحركة العرضية، تبدو فرص التحسن ممكنة مع وضوح رؤية المستثمرين الأجانب وظهور نتائج الأعمال للربع الأخير من العام.