أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة على خلفية تعرض عدد من خزانات مصفاة الزاوية غرب طرابلس لأضرار بالغة نتيجة اشتباكات مسلحة مستمرة في محيطها. وقالت المؤسسة في بيان لها إن عناصر الأمن والسلامة تمكنوا من السيطرة على الحرائق والتسريبات في خطوط الغاز بالرغم من تواصل الاشتباكات، ما حد من خطورة انتشارها على نطاق أوسع.
وأكدت المؤسسة أن مجلس إدارتها في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأزمة والتنسيق مع الإدارات والمراكز المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة لتقليل المخاطر المحتملة على الأرواح والممتلكات. كما ناشدت المؤسسة الجهات المعنية بالتدخل السريع لوقف الاشتباكات وتجنيب المنشآت النفطية دائرة الصراع، مهما كانت دوافعه وأسبابه.
وقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان تصاعد ألسنة النيران والدخان من داخل المصفاة، في أعقاب إصابة مرافقها خلال الاشتباكات. وتعد مدينة الزاوية نقطة اشتباك متكررة بسبب تواجد مجموعات مسلحة تمتهن تهريب الوقود المدعم، مما زاد من قوتها المالية والعسكرية على مدار السنوات الماضية. ونتيجة لذلك، أصبحت المدينة مسرحًا لصراعات عنيفة ازدادت حدتها مع الوقت، مما أثر سلبًا على المرافق النفطية فيها.
تأتي هذه الحادثة في وقت تعاني فيه ليبيا من انقسامات سياسية عميقة وصراعات بين حكومتي الشرق والغرب، حيث تتصارع الحكومة المعينة من مجلس النواب مع حكومة الوحدة الوطنية على السيطرة على إيرادات النفط. وتعد مسألة التوزيع العادل للإيرادات النفطية من أبرز القضايا المثيرة للجدل في البلاد، حيث تعيق الصراعات المستمرة الوصول إلى توافق بين الأطراف المختلفة.
وخلال السنوات الست الماضية، تسببت الصراعات الداخلية في انخفاض كبير في الصادرات النفطية الليبية، مما أضر بالاقتصاد الوطني وأدى إلى تأجيل خطط طموحة لرفع إنتاج النفط من 1.2 مليون برميل يوميًا إلى مليوني برميل. ويزيد استمرار النزاع من التحديات التي تواجهها ليبيا في إعادة بناء اقتصادها المعتمد بشكل كبير على قطاع النفط.
الحالة الراهنة في مصفاة الزاوية تبرز مدى هشاشة الوضع الأمني في ليبيا وتأثيره المباشر على قطاع النفط الحيوي. وبينما تستمر الاشتباكات، يبقى الاقتصاد الليبي في موقف صعب، حيث تتبدد فرص التنمية والاستقرار بسبب الانقسامات السياسية والعنف المستمر.