أفادت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” بأن مصنع فوكسكون في مدينة تشنغتشو، وهو أكبر منشأة لإنتاج هواتف آيفون في العالم، بدأ في تقليص أعداد موظفيه، تزامنًا مع مساعي شركة أبل لزيادة الإنتاج خارج الصين.
وفقًا للصحيفة، لطالما كانت منطقة يوكانغ، الواقعة في ضواحي تشنغتشو والمعروفة باسم “مدينة الآيفون”، تعجّ بالعمال، خاصة في المواسم الإنتاجية، غير أن الأيام التي سبقت رأس السنة القمرية الجديدة في أواخر يناير بدت مختلفة، حيث ظهرت المنطقة أكثر هدوءًا من المعتاد، وبدت مكاتب التوظيف شبه خالية من المتقدمين.
ونقلت الصحيفة عن أحد وكلاء التوظيف، ويدعى تشاو، قوله: “المصنع لم يوظف أعدادًا كبيرة من العمال كما كان يحدث سابقًا. أعتقد أن السبب هو أن شركة فوكسكون نقلت بعض خطوط إنتاجها إلى خارج الصين، وفقط عادت العام الماضي لتكثيف الإنتاج قبيل إطلاق هاتف آيفون الجديد.”
توسع الإنتاج خارج الصين
ذكرت الصحيفة أن مصنع فوكسكون، الذي استحوذ منذ تأسيسه في عام 2010 على نحو 80% من إجمالي التجارة الخارجية لمدينة تشنغتشو، بدأ يواجه انخفاضًا في نشاطه، في ظل تحركات أبل وفوكسكون لتنويع عمليات الإنتاج.
وتتركز هذه الجهود في الهند وفيتنام، بالإضافة إلى دول أخرى في جنوب وجنوب شرق آسيا، وهو ما قد يؤثر مستقبلاً على دور الصين كمركز أساسي لصناعة أجهزة آيفون.
التوترات التجارية وتأثيرها على الصناعة
أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الشركات المتعددة الجنسيات نحو إعادة هيكلة خطوط إنتاجها هو التوتر التجاري المتزايد بين الصين والغرب، والذي فرض تحديات كبيرة على استمرار العمليات التصنيعية في الصين بنفس الوتيرة السابقة.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن السياسات التجارية الأمريكية تلعب دورًا مؤثرًا في هذه التغيرات، حيث وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أمر تنفيذي يفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على البضائع القادمة من المكسيك وكندا، و10% على المنتجات القادمة من الصين، مع إمكانية تصعيد هذه الرسوم في حال حدوث إجراءات تجارية انتقامية.
مستقبل الإنتاج العالمي لأبل
مع استمرار شركة أبل في استراتيجيتها لتوسيع الإنتاج خارج الصين، يبدو أن تحول التركيز إلى الهند وفيتنام قد يكون خطوة طويلة الأمد. وقد أظهرت الهند، على وجه الخصوص، اهتمامًا كبيرًا بتعزيز قطاع التكنولوجيا لديها، حيث تقدم تسهيلات للاستثمار الأجنبي، مما يجعلها بيئة جذابة لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل أبل وفوكسكون.
ومع هذا التوجه، يُطرح تساؤل حول مستقبل “مدينة الآيفون” في تشنغتشو، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على موقعها كمركز رئيسي لصناعة أجهزة أبل، في ظل التحولات الجارية في الخريطة الصناعية العالمية.