عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| انخفضت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، بتأثير من ارتفاع في مخزونات النفط الأمريكية.
وجاء الارتفاع في مخزونات النفط بعد توقعات بلجوء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قرار السحب من المخزونات الاستراتيجية.
وتنتهج مجموعة “أوبك+” سياسة مدروسة للإنتاج بتنفيذ زيادات تدريجية شهرية حجمها 400 ألف برميل يوميا يشارك فيها 23 منتجا.
أسعار النفط
ويقول محللون نفطيون إن البيانات الصادرة عن “أوبك” قللت المخاوف على استقرار
الإمدادات خاصة بعدما أكدت المنظمة أن سوق النفط العالمية ستتحول من نقص المعروض
إلى زيادة المعروض في وقت مبكر من الشهر المقبل مع تعثر الانتعاش الاقتصادي من
كورونا.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تبحث في أفضل الآليات لمواجهة ارتفاع أسعار النفط
خاصة البنزين، حيث تتجه إلى حظر صادرات النفط الخام والإفراج عن النفط من الاحتياطي
الاستراتيجي للحكومة.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن تراجع
الأسعار يعود إلى ارتفاع المخزونات، ولكن الاتجاه العام للأسعار هو الصعود.
وأوضح أن خام برنت قفز بنحو 60 في المائة هذا العام إلى ما يزيد على 80 دولارا للبرميل بينما
سجلت أسعار الغاز الطبيعي في آسيا وأوروبا ارتفاعات قياسية في الآونة الأخيرة.
وذكر أن توقعات “أوبك” بأن تشهد سوق النفط تحولا إلى فائض الشهر المقبل يجيء بسبب
تباطؤ التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا وموسم صيانة المصافي وارتفاع الأسعار إلى
مستويات قد تضر الطلب، خاصة مع تفاقم الضغوط التضخمية في عديد من دول العالم، خاصة
دول الاستهلاك الكبرى.
الإمدادات النفطية
ويرى جوران جيراس، مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا أن “أوبك+” لم تظهر حتى الآن أي
اتجاه نحو إجراء زيادة أوسع في الإمدادات النفطية عن مستوى 400 ألف برميل يوميا.
ورجّح ألا يسفر الاجتماع الجديد في مطلع الشهر المقبل عن جديد في وضع إمدادات
المجموعة.
وأشار إلى أنه بحسب تأكيدات “أوبك”، فإن التعافي الاقتصادي الراهن هش للغاية، وأن حالة عدم اليقين تهيمن على الاقتصاد العالمي وهو ما يتطلب مزيدا من اليقظة من جانب المنتجين والاستعداد لاتخاذ خطوات جديدة ملائمة لاحتياجات السوق في المستقبل.
من ناحيته، يقول أندريه يانييف، المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة إن أسعار النفط الخام تتلقى ضغوطا متوالية من ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية، مشيرا إلى أن مخزونات النفط أعيد بناؤها خلال الأسابيع الستة الماضية.
كما تسود توقعات قوية من مؤسسات دولية كبرى أن “أوبك+” من غير المرجح أن تغير خطط الإنتاج الخاصة بها أو تعديل اتفاق يوليو الماضي.
وأشار إلى أن تقارير صادرة عن منتدى الطاقة الدولي تقول إنه من غير المرجح أن تغير مجموعة “أوبك+” مسارها قبل العام المقبل.
وألمح بعض وزراء الطاقة في المجموعة إلى أنهم قد يعيدون النظر في خطط الإنتاج في الربع المقبل لاستيعاب أي تغييرات في السوق.
وتشير الدكتورة ناجندا كومندانتوفا، كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة إلى أن أعضاء “أوبك+” الـ 23 راضون عن الخطة الحالية للإنتاج، التي بموجبها تم تحقيق التوافق والإجماع، ولذا قد يكون التغيير صعبا، خاصة أن بعض المنتجين يواجهون صعوبة بالغة في الوفاء بالحصص الإنتاجية، وفق المستويات الحالية.
وأشارت إلى اهتمام الإدارة الأمريكية بفكرة حظر الولايات المتحدة لتصدير النفط بهدف خفض أسعار البنزين، ولكن أغلب التقارير تشير إلى أن هذا القرار سيضر بشركات الطاقة الأمريكية.
وتحدث صدمة أسعار إذا تم منع صادرات النفط الخام الأمريكية، حيث من المتوقع أن تتدافع الدول الأخرى للحصول على الإمدادات النفطية، وقد ينتهي الأمر بعدم خفض أسعار البنزين، وبالتالي إجهاض الخطط والأهداف الأمريكية.
