الزبائن يتوافدون على كشك “سباد بروز” في بريستون من أماكن بعيدة مثل أستراليا بفضل انتشار البطاطا المشوية التقليدية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعيش البطاطا المشوية البسيطة مرحلة إحياء جديدة بفضل خوارزميات منصة “تيك توك“، التي ساعدت في تعريف جمهور جديد على هذا الطبق التقليدي، ما جعله خيارًا عصريًا للغداء.
عدد من الشباب المتخصصين في بيع البطاطا يعملون على إضفاء لمسات حديثة على هذه الوجبة البريطانية التقليدية، من خلال تحسين الحشوات المفضلة.
ومن خلال عرض أنشطتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تمكنوا من جذب عملاء جدد من أماكن بعيدة مثل أستراليا وجنوب أفريقيا.
بحلول الساعة 10:30 صباحًا، يبدأ تشكّل طابور طويل أمام كشك البطاطا المغلق، وهو عبارة عن ترام قديم تم تحويله إلى عربة طعام في مدينة بريستون بمقاطعة لانكشير.
في الطابور، يوجد عملاء من ليفربول، جلاسجو، وحتى من أورلاندو بولاية فلوريدا.
يحصل أول زبون في اليوم على وجبته مجانًا، وقد قام بعض الأشخاص في الماضي بالتخييم خارج الكشك منذ الساعة الرابعة والنصف صباحًا.
وعند سؤال أي شخص في الطابور عن سبب وجوده، يأتي الجواب واحدًا: لقد شاهدوا “سباد بروز” على منصة “تيك توك”.
“سباد بروز” هما الأخوان جاكوب وهارلي نيلسون، ولديهما أكثر من 2.6 مليون متابع على “تيك توك”.
خلال العام الماضي، تم مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بهما 1.5 مليار مرة، ويصل عدد المشاهدات اليومية إلى 10 ملايين.
يقول هارلي، البالغ من العمر 22 عامًا: “الجميع يحب البطاطا المشوية”.
وأضاف جاكوب، البالغ من العمر 29 عامًا: “إنها وجبة مريحة، ولا شيء يتفوق عليها، خصوصًا في فصل الشتاء. فهي مشبعة ورخيصة؛ خمسة جنيهات لبطاطا بالجبنة والفاصوليا”.
يرجع جزء من نجاحهما إلى الجاذبية الدائمة للبطاطا المشوية، لكنهما أيضًا سعيا إلى تحسين المكونات التقليدية.
على سبيل المثال، يتم إعداد الفلفل الحار لديهم بمزيج من الكاكاو وعشرة أنواع من الأعشاب والتوابل؛ الجبن المبشور مكوّن من ثلاثة أنواع مختلفة يتم الحصول عليها من مورد محلي؛ أما الدجاج بالثوم، فيأتي من مطعم هندي قريب.
يقول جاكوب: “لقد أخذنا البطاطا المشوية وأضافنا لها لمستنا الخاصة، مما جعلها أكثر تميزًا”.
إلى جانب الطعام، تعد مقاطع الفيديو الخاصة بهما على وسائل التواصل الاجتماعي من العوامل الرئيسية في جذب الجمهور.
“بالأمس، كان لدينا 5000 شخص يشاهدون البث المباشر لما نقوم به”، يضيف جاكوب.
بدأ حساب “تيك توك” الخاص بهم والدهم توني نيلسون، البالغ من العمر 58 عامًا، الذي تولى إدارة الكشك بعد وفاة صديقه كيث روبرتس، الذي كانت عائلته تدير هذا الكشك منذ عام 1955.
عندما تولى توني إدارة الكشك قبل أربع سنوات، ضم ابنه هارلي للعمل معه. كانوا يشاهدون الطلاب من الكلية المجاورة يتجاهلون عربة البطاطا ويختارون تناول الغداء من سلاسل الوجبات السريعة القريبة.
يقول توني: “كان يحزنني رؤية الناس يتجاوزوننا دون أن يتوقفوا”.
وتابع: “سألنا الطلاب: ما الذي سيجعلكم تأتون لشراء بطاطا؟”
فأجابوا: “البطاطا ليست جذابة”، وأضاف توني: “لكنهم اقترحوا علينا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”.
لاحقًا، ترك جاكوب وظيفته وانضم إلى العمل العائلي، وبدأ هو وهارلي في تطوير حساب “تيك توك” الذي أنشأه والدهما.
“ومنذ ذلك الحين، الأمور خرجت عن السيطرة”، يقول توني.
“قبل ثلاث أو أربع سنوات، كانت شريحتنا العمرية تتراوح بين 50 و70 عامًا. أما الآن، فالزبائن في معظمهم من الشباب”.
داخل الترام، توجد خريطة تشير إلى الأماكن التي جاء منها الزبائن؛ وقد تم بالفعل تحديد كينيا، اليابان، وكاليفورنيا.
يقول جاكوب: “جاءت إلينا فتاة أمريكية كانت تقوم بجولة في أوروبا، وأتت خصيصًا إلى المملكة المتحدة بعد مشاهدتها لمقاطعنا على تيك توك”.
وأضاف: “قالت إنها لم تكن لتأتي إلى المملكة المتحدة لولا ذلك، لذلك قمنا بتصوير فيديو معها وقدمنا لها الفاصوليا، وفيمتو، وكان الأمر رائعًا”.
أما الزبون الأبعد لهذا اليوم فهو جايسون سيلز، البالغ من العمر 32 عامًا، الذي جاء من كونيتيكت ويعيش الآن في أورلاندو. كان في المملكة المتحدة لزيارة عائلة شريكه.
جاكوب قدم له بطاطا مشوية مجانًا مغطاة بالجبن والفلفل الحار.
قال سيلز: “إنها لذيذة. لقد تناولت البطاطا المشوية من قبل، لكن لم يسبق لي أن تناولت شيئًا بهذه الطريقة، مليئة بالحشوات”.
لقد ساعد نجاح “سباد بروز” في تسليط الضوء على مدينة بريستون، وأصبح الناس يتعرفون على المدينة بفضل حساب تيك توك الخاص بالأخوين.
يقول هارلي: “لم أعد أقول إنني أعيش بالقرب من مانشستر. الآن يمكنني أن أقول إنني من بريستون”.
وليس “سباد بروز” وحدهما من يروّج للبطاطا البريطانية عالميًا؛ ففي مدينة تامورث، يملك بن نيومان، المعروف باسم “سبادمان”، 3.7 مليون متابع على تيك توك.
وقد كان يدير كشكه لأكثر من عقدين، ولكن بعد أن تراجعت المبيعات بشكل كبير خلال جائحة كورونا، لجأ إلى منصة “تيك توك” لإعادة بناء نشاطه التجاري.