أعلنت شركة «أبل» الأميركية اليوم الجمعة تأجيل إطلاق 3 خصائص جديدة للذكاء الاصطناعي، امتثالاً لقواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي التي تتطلب منها التأكد من قدرة المنتجات والخدمات المنافسة على العمل باستخدام أدواتها.
وسلطت «أبل» الضوء على جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي خلال يونيو الجاري باستعراضها طائفة من الخصائص الجديدة وتحسينات البرمجيات لجهاز «آيفون» وأجهزة أخرى تنتجها لتعزيز المبيعات المتقلصة.
وذكرت الشركة أن «خاصية أبل إنتليجنس، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج نصوص وصور وغيرها من المحتوى بناء على أمر، ستكون متاحة على أجهزة آيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس وآيباد وماك التي بها شريحة إم1 والإصدارات الأحدث، فيما تسمح خاصية فون ميرورينغ في نظام تشغيل ماك أو.إس سيكويا، بمشاهدة شاشة الهاتف والتفاعل معها على أجهزة كمبيوتر ماك».
وأضافت الشركة أن «خصائص فون ميرورينغ ومعززات شيربلاي سكرين شيرنج وأبل إنتيلجنس لن تُطرح للمستخدمين في الاتحاد الأوروبي هذا العام بسبب قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي».
وتابعت: «نحن قلقون على وجه التحديد من أن متطلبات التشغيل البيني بقانون الأسواق الرقمية قد تجبرنا على المساس بسلامة منتجاتنا بما يعرض خصوصية المستخدم وأمن البيانات للخطر.. ونحن ملتزمون بالتعاون مع المفوضية الأوروبية في محاولة لإيجاد حل يمكننا من تقديم هذه الخصائص لعملائنا في الاتحاد الأوروبي دون المساس بسلامتهم».
تأثير تأجيل الخصائص الجديدة على السوق الأوروبي
يُتوقع أن يكون لتأجيل إطلاق هذه الخصائص تأثير كبير على السوق الأوروبي، حيث يعتمد العديد من المستخدمين على الابتكارات المستمرة التي تقدمها «أبل» لتحسين تجربتهم مع الأجهزة الذكية.
يتطلع المستخدمون في أوروبا إلى الاستفادة من الميزات الجديدة التي وعدت بها الشركة، مثل «أبل إنتليجنس» و«فون ميرورينغ»، والتي تعتبر من الابتكارات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي والتفاعل بين الأجهزة.
استجابة المستخدمين والشركات المنافسة
تأتي استجابة المستخدمين والشركات المنافسة لتأجيل هذه الخصائص بمزيج من الإحباط والفرص. قد يشعر المستخدمون بالإحباط بسبب تأجيل الميزات التي كانوا يتوقعونها، بينما قد ترى الشركات المنافسة فرصة لتعزيز مواقعها في السوق من خلال تقديم ميزات مشابهة أو تحسينات خاصة بها تتماشى مع اللوائح الأوروبية.
التعاون مع المفوضية الأوروبية
أبدت «أبل» استعدادها للتعاون مع المفوضية الأوروبية لإيجاد حلول تتماشى مع القوانين الجديدة دون المساس بسلامة وخصوصية المستخدمين. هذا التعاون قد يتطلب تعديلات تقنية وقانونية على الخصائص الجديدة لضمان الامتثال الكامل لمتطلبات التشغيل البيني دون الإضرار بتجربة المستخدم.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في منتجات «أبل»
رغم التحديات الحالية، تظل «أبل» ملتزمة بمواصلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. تهدف الشركة إلى دمج هذه التقنيات بشكل أعمق في منتجاتها لتحسين الأداء وتقديم تجارب مستخدم أكثر تفاعلية وفعالية.
من المتوقع أن تستمر «أبل» في تطوير ميزات جديدة مع الأخذ في الاعتبار القوانين الدولية ومتطلبات الأمان والخصوصية.
تحديات قانون الأسواق الرقمية
قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي يمثل تحديًا كبيرًا لشركات التكنولوجيا الكبرى، حيث يفرض متطلبات صارمة على التشغيل البيني ويهدف إلى تعزيز المنافسة والابتكار في السوق الرقمية.
يتعين على الشركات مثل «أبل» التكيف مع هذه القوانين الجديدة لضمان تقديم منتجاتها وخدماتها بطرق تلبي المعايير الأوروبية دون التنازل عن معاييرها الخاصة بالأمان والخصوصية.
الابتكار والتطوير المستقبلي
في مواجهة هذه التحديات، ستظل «أبل» تسعى لتحقيق التوازن بين الامتثال للقوانين والابتكار.
يمكن أن تدفع هذه الظروف الشركة إلى تطوير حلول أكثر إبداعًا تتماشى مع اللوائح الصارمة، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تحسينات أكبر في المنتجات والخدمات المقدمة للمستخدمين.
أهمية الخصوصية والأمان
تبقى الخصوصية والأمان من أولويات «أبل»، وهذا يتضح من تصريحاتها حول المخاوف المتعلقة بالتشغيل البيني وتأثيره على سلامة المنتجات. تسعى «أبل» دائمًا إلى حماية بيانات المستخدمين وتوفير بيئة آمنة للتفاعل مع التكنولوجيا، مما يعزز ثقة المستخدمين في منتجاتها.
