حذرت نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، من التداعيات الخطيرة لتهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على البضائع المصنعة خارج الولايات المتحدة.
جاء ذلك خلال كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا.
وأشارت إيويالا إلى أن تصاعد الحروب التجارية بسبب مثل هذه الرسوم قد يؤدي إلى تراجع كبير في معدلات النمو الاقتصادي العالمي، ما يُنذر بعواقب كارثية على الاقتصاد الدولي.
وأكدت إيويالا أن فرض رسوم جمركية تتراوح بين 25% و60% من شأنه أن يعيد العالم إلى سياسات الحماية التجارية التي سادت في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي أدت حينها إلى انهيار كبير في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تجاوزت 10%.
واعتبرت أن العودة إلى تلك الظروف ستدفع الاقتصاد العالمي ثمناً باهظاً، محذرة الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية من الرد بشكل متهور على مثل هذه الإجراءات.
وأوضحت نجوزي أوكونجو أن الفترات السابقة شهدت آثاراً مدمرة على الاقتصاد العالمي عندما تبنت الدول سياسات حماية تجارية مشابهة، مشيرة إلى قانون الرسوم الجمركية الأمريكي الصادر عام 1930، والذي تسبب في زيادة التوترات الاقتصادية بين الدول وأدى إلى تفاقم أزمة الكساد الكبير.
ودعت الدول الأعضاء في المنظمة إلى الاستفادة من آليات فض النزاعات التي يوفرها النظام الدولي بدلاً من التوجه إلى ردود فعل قد تزيد الوضع سوءاً.
وأضافت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية أنها ترى أملاً في قرارات ترامب بتأجيل فرض الرسوم الجمركية على الواردات القادمة من دول مثل كندا والمكسيك، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى إجراء تحقيقات في الممارسات التجارية.
وأكدت أهمية استخدام الدول للأدوات الدبلوماسية والقانونية المتاحة عبر منظمة التجارة العالمية لحماية مصالحها الاقتصادية من دون تصعيد النزاعات التجارية.
على صعيد متصل، دعا الرئيس الأمريكي الشركات العالمية إلى تصنيع منتجاتها داخل الولايات المتحدة لتجنب الرسوم الجمركية المقترحة.
وأكد في كلمته أمام منتدى دافوس أن إدارته تعمل على تقديم حوافز للشركات من خلال تخفيض الضرائب على الشركات المصنعة محلياً إلى 15%، بهدف تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
من جانبها، دعت إيويالا الحكومات إلى التعاون والعمل معاً للتصدي للتحديات الاقتصادية الراهنة، مشددة على أهمية تعزيز التجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أن استمرار التوترات التجارية بين الدول الكبرى قد يؤدي إلى انكماش اقتصادي واسع النطاق يؤثر سلباً على الجميع.
في الختام، أكدت إيويالا على ضرورة تجنب تصعيد الحروب التجارية والبحث عن حلول مستدامة للمشكلات الاقتصادية، مشددة على أهمية تعزيز الحوار بين الدول لتحقيق التوازن المطلوب في العلاقات التجارية الدولية.
