لندن- بزنس ريبورت الإخباري|| تصاعد قلق الشركات الأوروبية، من المسار الاقتصادي الجديد الذي تتخذه الصين، معربين عن تخوفهم من تكبّدهم الكثير من الخسائر بسبب “السياسة الصينية”.
وتتخوف الشركات الأوروبية من تزايد اتجاه الصين نحو الداخل، وهو ما يثير شكوكا كبيرة بشأن مسار النمو المستقبلي للبلاد.
ويأتي تخوف الشركات الأوروبية، بعد الأرقام الرائعة من الأرباح وإجمالي حجم الأعمال التي حققتها الشركات متعددة الجنسية الأوروبية، العام الماضي.
الشركات الأوروبية
بدوره، قال يورغ فوتكه رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين لدى نشر التقرير السنوي
للغرفة: “للوهلة الأولى، يبدو كل شيء ما يرام”.
ووفق فوتكه: “وعلى المدى القصير مازالت النظرة المستقبلية للشركات الأوروبية العاملة في
الصين إيجابية بشكل عام، بحسب غرفة التجارة الأوروبية في الصين والتي تمثل مصالح حوالي 1700 شركة”.
وأشار إلى الخطة الخمسية التي تبناها مؤتمر الشعب (البرلمان) الصيني في آذار/ مارس الماضي
والتي تستهدف تقليل الاعتماد على باقي العالم مع تحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي.
المحافظة على النفوذ
وفي الوقت الذي تحاول فيه القارة الأوروبية المحافظة على مستوى نفوذها الذي يبدو أنه
يشهد تراجعاً ملحوظاً في العالم؛ وذلك في ظل صعود قوى عالمية أخرى مثل الصين.
ولعل أن الكتلة بدأت في رسم استراتيجية جديدة تحاول من خلالها ترسيخ استقلاليتها والنأي
بنفسها عن الصراع الخفي الدائر بين قطبي الشرق والغرب.
فتارة من خلال عقد التحالفات التجارية مع أحد الطرفين، وتارة بالتصريح علانية بحيادها في ظل
ما يبدو أنها ضغوط أمريكية تدعو الأوروبيين للوقوف إلى جانبها في صراعها المحتدم مع التنين الصيني.
وكانت جولة الرئيس بايدن الأخيرة إلى أوروبا أكثر تركيزاً على الصين مما كانت تسمح به جغرافيا القمم الأمريكية الأوروبية في الماضي. فقد طورت الولايات المتحدة في عهد بايدن موقفاً أكثر عدوانية تجاه بكين.
كما وجرى الإعلان عن ضرورة توحيد جهود مجموعة السبع ككتلة موحدة من أجل «مواجهة الصين»، وسط مخاوف متزايدة حول الأمن السيبراني والمحافظة على القيم الديمقراطية.
ولم يقتصر الأمر على مجموعة السبع؛ بل إن بريطانيا دعت بعض دول «المحيطين الهندي والهادئ» (الهند وأستراليا وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا) لحضور اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع.
“ليس فقط كإشارة إلى تحول سياسي ينذر مسبقا بتشكيل مجموعة العشر لدعم الديمقراطيات، ولكن أيضاً لإفساح المجال لأمريكا لمناقشة موقفها من الصين مع الدول ذات التفكير المماثل”.
