عواصم- بزنس ريبورت الإخباري|| سجلت عملة بتكوين قفزة تاريخية جديدة، متجاوزة حاجز 120 ألف دولار للمرة الأولى، وسط موجة تفاؤل متزايدة في أوساط المستثمرين، بعد فترة طويلة من التداول داخل نطاق ضيق أثار الشكوك بشأن قدرتها على مواصلة الزخم القوي الذي شهدته مطلع العام.
ويأتي هذا الصعود بعد استقرار طويل قرب مستوى 100 ألف دولار، تزامن مع حالة من الحذر المرتبط بالسياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي المعاد انتخابه، دونالد ترمب، والتي أثارت مخاوف لدى بعض المستثمرين.
لكن مع عودة الأصول عالية المخاطر –مثل الأسهم– إلى مستويات قياسية، استعادت “بتكوين” مسارها الصعودي بقوة.
عملة بتكوين
ووصف جورج ماندريس، كبير المتداولين في شركة “XBTO Trading”، هذا الارتفاع بأنه يعكس “نظرة أكثر نضجاً” تجاه العملة الرقمية، قائلاً: “لم تعد بتكوين مجرد أصل للمضاربة، بل تحوّلت إلى وسيلة تحوّط شاملة واحتياطي للقيمة النادرة على مستوى البنية”.
وأشار إلى أن الارتفاع جاء مدعوماً بموجة إقبال على المخاطرة في سوق الأسهم، بالإضافة إلى تدفقات كبيرة من المؤسسات الاستثمارية إلى صناديق المؤشرات الفورية الخاصة بعملة بتكوين وإيثريوم، مما ساهم في هذا الصعود المنتظم الذي خلا من التقلبات الحادة المعتادة.
وارتفعت “بتكوين” بنسبة 1.9% لتصل إلى 121,344 دولاراً، محققة مكاسب تقدر بـ 30% منذ ديسمبر الماضي، في حين تضاعفت قيمتها خلال العام الفائت.
تصفية رهانات
وشهدت الأسواق نهاية الأسبوع الماضي تصفية واسعة للرهانات الهبوطية، ما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات للمتداولين الذين راهنوا على تراجع الأسعار، حيث تم تصفية أكثر من مليار دولار من المراكز المكشوفة، وفق بيانات “CoinGlass”.
ويترقب المستثمرون أيضاً ما يعرف بـ “أسبوع الكريبتو” في الكونغرس الأميركي، والذي قد يشهد مناقشة أو حتى تمرير تشريعات جديدة تنظم سوق العملات الرقمية، مما أضاف زخماً إضافياً للأسعار.
ورغم هذه المكاسب، يرى بعض المحللين أن هذا الصعود قد لا يكون مستداماً. حيث قال نيكولاي سونديرغارد، محلل الأبحاث في شركة “Nansen”: “في تقديري، ما نشهده حالياً ليس ارتفاعاً مدفوعاً بعوامل اقتصادية كلية، بل نتيجة أحداث معزولة”.
لكنه أضاف: “مع ذلك، لا يمكن تجاهل أن البيئة الحالية في الولايات المتحدة – بما في ذلك التوسع المالي والتوقعات بالتيسير النقدي – تعد أرضاً خصبة لصعود بتكوين”.
