القاهرة- بزنس ريبورت الإخباري|| تشهد السوق المصرية حالة من الترقب والقلق وسط مؤشرات قوية على ارتفاع مرتقب في أسعار السلع خلال الفترة المقبلة، نتيجة الزيادة الكبيرة في تكاليف الشحن البحري عالمياً، على خلفية تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وتأثيراته على حركة التجارة العالمية.
وأكد عدد من كبار المستثمرين والمستوردين أن أسعار الشحن ارتفعت بنسب متفاوتة تراوحت بين 10% و100% خلال الأسبوع الماضي، ما قد يؤدي إلى إعادة تسعير البضائع المستوردة، ويزيد من أعباء السوق المحلية.
تكاليف الشحن
قال محسن التاجوري، رئيس شركة التاجوري للأخشاب ووكيل شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الشحن ارتفعت بنحو 15%، وهو ما انعكس مباشرة على أسعار الأخشاب المستوردة التي زادت بين 15% و20% للمتر المكعب.
وفي السياق ذاته، أوضح علاء السبع، رئيس مجموعة “السبع”، أن بعض شركات الشحن أخطرتهم بزيادات فورية وصلت إلى 100%، مشيراً إلى أن هذه الزيادات قد تؤدي إلى تأخر في تسليم البضائع بسبب اعتراض بعض الشركات على التكلفة الجديدة.
أشار هاني ماهر، رئيس شركة “تراست موتورز”، إلى أن تكلفة شحن الحاويات قفزت بنحو 1000 دولار، لتصل إلى 4800 دولار للحاوية، محذراً من تأثير هذه الزيادة على أسعار السيارات وغيرها من السلع المستوردة.
من جانبه، ذكر خالد سعد، أمين عام رابطة مصنّعي السيارات، أن أسعار السيارات قد ترتفع ما بين 5% إلى 10% خلال الأيام المقبلة إذا استمرت الأوضاع الجيوسياسية الحالية.
أوضح خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، أن الأزمة تؤثر على توفر المواد البترولية المستخدمة في التصنيع والنقل، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخامات، وتأجيل بعض التعاقدات التصديرية.
كما لفت عمرو السمدوني، سكرتير شعبة النقل الدولي واللوجستيات، إلى ارتفاع أسعار شحن المواد البترولية بنسبة تصل إلى 60%، بالإضافة إلى تعطّل في حركة الشحن الجوي بسبب إغلاق مطارات في بعض العواصم.
الحكومة تحذر
وكان رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، قد حذر مؤخراً من استغلال الأزمة لرفع أسعار السلع دون مبرر، مشيراً إلى أن المخزون الاستراتيجي للسلع يتجاوز 6 أشهر، وأن العملة مستقرة والاعتمادات المستندية متوفرة.
ورغم التوقعات بزيادة أسعار بعض السلع، استبعد محمد العرجاوي، رئيس مستخلصي الجمارك بالإسكندرية، أن تؤثر الزيادات على أسعار السوق بشكل ملموس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن المستوردين سيتحملون عبء ارتفاع التكاليف مؤقتاً على حساب هامش الربح.
واختتم مصطفى النجاري، رئيس لجنة الزراعة والري بجمعية رجال الأعمال، بالإشارة إلى أن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى إلغاء بعض العقود التصديرية، خاصة مع تصاعد المخاطر في مناطق الملاحة، وإغلاق بعض المطارات العربية، ما يشكل ظروفاً قهرية تهدد استقرار التجارة.
