صنعاء- بزنس ريبورت الإخباري|| سادت حالة من التفاؤل في الأوساط اليمنية، بعد تخفيض الحكومة لأسعار الوقود ، على غير العادة.
وقررت الحكومة تخفيض أسعار الوقود في خطوة نادرة، عزتها الحكومة إلى إنها جاءت بعد استعادة الريال عافيته عقب الإجراءات الأخيرة.
ووفق مسؤول بشركة النفط الحكومية في عدن العاصمة المؤقتة لليمن، “فإن قيادة الشركة قررت تخفيض أسعار وقود السيارات 15 في المئة للمرة الأولى منذ سنوات، وذلك تماشيا مع المتغيرات في أسعار صرف الريال والأسعار العالمية للمشتقات النفطية”.
أسعار الوقود
وأوضح أنه بموجب القرار الذي بدأ سريانه الثلاثاء ينخفض سعر غالون البنزين سعة 20 لترا من
21.8 ألف ريال (نحو 16.5 دولار) إلى 18.6 ألف ريال (نحو 14.3 دولار).
وكانت شركة النفط الحكومية قد دأبت على الإعلان في أواخر كل شهر عن زيادة جديدة كانت
آخرها في أواخر نوفمبر الماضي حينما رفعت أسعار وقود السيارات بنسبة 22.5 في المئة.
وأثارت الخطوة موجة غضب دفعت المواطنين إلى الخروج في مظاهرات للاحتجاج على تردي
الأوضاع المعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرب أوصلت واحدا من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.
ورجّح المسؤول بشركة النفط الحكومية، لم تكشف رويترز هويته، سبب خفض سعر البنزين
هو هبوط الأسعار التي يشتري بها التجار والموردون الوقود من الخارج فضلا عن تراجع أسعار
النفط عالميا وأيضا ارتفاع سعر الريال اليمني.
واستعادت العملة المحلية بعض قيمتها أمام الدولار في سوق الصرف في عدن عقب قرار
الرئيس عبدربه منصور هادي مطلع الأسبوع الماضي إعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي
والذي شمل تعيين محافظ ونائب محافظ جديدين للبنك.
تعافي الريال
وقال متعاملون وصيارفة في عدن إن قيمة الريال ارتفعت إلى 1350 ريالا مقابل الدولار للشراء
و1365 ريالا للبيع بعد أن كان عند 1600 ريال قبل عشرة أيام.
وكانت قيمة الريال قد شهدت مؤخرا موجة هبوط حاد لم يسبق لها مثيل دفعته إلى أدنى
مستوى على الإطلاق في مطلع الشهر الجاري عندما تجاوز حاجز 1700 ريال للدولار وسط تصاعد تحذيرات من كارثة اقتصادية أكبر.
وفقدت العملة اليمنية أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب مطلع 2015، وتسبب في ارتفاع هائل للأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء غالبية السلع الأساسية والكمالية.
وأصدر هادي حينها قرارا شمل تعيين أحمد غالب، الخبير المالي، الذي تقلد مناصب كثيرة في الدولة (64 عاما) على رأس المركزي، ليصبح خامس محافظ منذ نقل مقر المركزي من صنعاء إلى عدن في سبتمبر 2016، ومحمد عمر باناجه نائبا للمحافظ.
وتضم عضوية مجلس الإدارة كلا من سيف محسن عبود والشريف هاني ومحمد حزام وهاب نائب وزير المالية ممثلا عن وزارة المالية إلى جانب كل من جلال إبراهيم وعلي محمد الحبشي وخالد إبراهيم زكريا.
كما أصدر هادي قرار آخر يتعلق بتكليف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للعمل على مراجعة وتقييم كافة أعمال المركزي منذ تاريخ نقله ومباشرة عمله من العاصمة المؤقتة عدن في سبتمبر 2016 وحتى نهاية العام الجاري.
وتعطي التحركات المتأخرة للحكومة الشرعية لتعيين من يقود أهم مؤسسة مالية بالبلاد دلالات عن مدى الارتباك في تسيير دواليب الدولة وتظهر حجم القلق من تردّي الأوضاع المعيشية والانعكاسات السلبية على أداء الاقتصاد.
