طهران- بزنس ريبورت الإخباري|| تجاهلت إيران العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية، وشحنت كميات كبيرة من النفط إلى الأسواق الصينية.
ووفق مصادر تختص بتتبع إمدادات الخام العالمية، فإن إيران استطاعت الالتفاف على قيود الحظر الأميركي والعقوبات الاقتصادية، حيث شحنت كميات نفط قياسية إلى الصين.
وأوضح مصدر من شركة الشحنات فورتكسا أناليتكس أن الصين أفرغت ما يقرب من أربعة ملايين برميل من الخام الإيراني في صهاريج الاحتياطيات الحكومية في مدينة تشانجيانغ الساحلية بجنوب البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
العقوبات الاقتصادية
ويأتي ذلك فيما تخوض قوى عالمية مفاوضات صعبة مع طهران لإحياء اتفاق عام 2015 النووي
بما يشمل رفع العقوبات الأميركية عن النفط الإيراني، بعدما انسحبت إدارة الرئيس الأميركي
السابق دونالد ترامب من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية.
وتعتمد إيران، التي تملك رابع أكبر احتياطيات النفط في العالم، بشدة على إيرادات الخام، لكن
العقوبات منعتها من ضخه بمستويات تقترب من طاقتها الإنتاجية منذ 2018.
وتأتي إعادة ملء الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية للصين أيضا قبيل خطة للسحب من
مخزون الطوارئ لديها، في تنسيق نادر الحدوث مع الولايات المتحدة يهدف إلى المساعدة في
خفض أسعار النفط العالمية التي بلغت أعلى مستوى في سبع سنوات هذا الأسبوع.
وكانت الصين تستورد النفط الإيراني في السابق سرا دون أن تشير بيانات الجمارك الرسمية إلى
الشحنات مع خشية المشترين من الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.
وأعلنت الجمارك الصينية الخميس الماضي عن أول واردات صينية من الخام الإيراني منذ عام
بالرغم من العقوبات المستمرة.
النفط الإيراني
وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن الصين استوردت أكثر من 260.3 ألف طن أي ما يعادل 1.9 مليون برميل من النفط الخام الإيراني في ديسمبر الماضي.
وكان آخر ما سجلته الإدارة من تدفق للنفط الإيراني إلى البلاد في ديسمبر 2020 وبلغ مثلي الكمية الجديدة.
وأكد مصدر تجاري كبير على علم بالشحنة لم تكشف رويترز هويته، أن الصين أفرغت الشحنة في موقع للاحتياطيات الحكومية في تشانجيانغ في أواخر ديسمبر 2021.
وبحسب فورتكسا أناليتكس المتخصصة في تتبع السفن، فقدأعقب ذلك تفريغ شحنة مماثلة في الحجم في نفس الميناء من أجل المخزون الاحتياطي.
وقال تيلاك دوشي المدير في دوشي للاستشارات في سنغافورة لرويترز “وردت تقارير عن استيراد الخام الإيراني في وقت سابق، لكن بتكتم نوعا ما. الآن أعتقد أن الصينيين يختبرون علانية رد فعل الولايات المتحدة”.
ولم تعلق وزارة النفط الإيرانية رسميا على ذلك، لكن مسؤولا كبيرا بالوزارة قال لرويترز إن بلاده “قالت علانية إن صادراتها من النفط ارتفعت ارتفاعا حادا”.
وأضاف “لا نكشف إلى أي دولة بسبب عقوبات الولايات المتحدة لكن الصين من الدول التي تشتري نفط إيران. يظهر ذلك أن العقوبات أصبحت غير فعالة”.
وقال مسؤول إيراني ثان “سياستنا هي تحسين تجارتنا، بما يشمل النفط، مع دول غير غربية”.
